پایگاه تخصصی فقه هنر

زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص565

يا ايها النبى لم تحرم ما احل الله لك تبتغى مرضات ازواجك والله غفور رحيم ** قد فرض الله لكم تحلة ايمانكم والله موليكم وهو العليم الحكيم(1).

المشهور في سبب نزولها أنه صلى الله عليه واله خلا بمارية جاريته في يوم حفصة أو عائشة وعلمت بذلك حفصة فقال لها صلى الله عليه واله اكتمي علي فقد حرمت مارية على نفسي، و ما كتمتها بل قالت لعائشة فطلقها رسول الله صلى الله عليه واله واعتزل نساء‌ه تسعا وعشرين ليلة في بيت مارية.

وروي أن عمر قال لها: لو كان في آل الخطاب خيرا لما طلقك رسول الله صلى الله عليه واله.

وروي أنه شرب عسلا في بيت زينب بنت جحش فتوطأت عائشة وحفصة فقالتا له: إنا نشم منك ريح المغافير، وكان يكره رسول الله ويشق عليه ان يجئ منه الرائحة الكريهة فحرم العسل كذا في الكشاف وقيل إنه شرب في بيت حفصة وعلمت عائشة وغارت فأرسلت إلى صواحبها فأخبرتهن وقالت: إذا دخل عليكن رسول الله صلى الله عليه واله فقلن إنا نجد منك ريح المغافير، فقالت له عائشة وصواحبها ذلك فكره ذلك رسول الله صلى الله عليه واله فحرم على نفسه العسل، فأنزلت الآية.

وفي هذا السبب شئ عظيم لحفصة ولعائشة أعظم حيث كذبت وغدرت وفتنت وأمرت بهذه المناكير، وحصل الاذى للنبي صلى الله عليه واله بذلك حتى حرم على نفسه ذلك واعتزل من النساء ونزلت هذه الآية التي تشعر بتوبيخه صلوات الله عليه مع معلومية إثم أذاه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله من قوله تعالى:” ( والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم ) ” ومن قوله تعالى ” إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة ” ومن قوله ” والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا “(2) وفي الاخبار ما يدل على أن


(1) التحريم 1 و 2.

(2) براء‌ة: 61.الاحزاب: 57 و 58.