پایگاه تخصصی فقه هنر

زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص551

]كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم ] أي لا إثم ولا حرج من الله عليكم أيها المؤمنون ولا عليهم في ترك الاستيذان، وفي عدم منعكم إياهم من الدخول وإن رأوكم مكشوفين في غير هذه الاوقات اتفاقا من غير قصد وعلم منكم ومنهم.

في الكشاف ثم عذرهم في ترك الاستيذان وراء هذه المرات وبين وجه العذر في قوله

طوافون عليكم ” يعني أن بكم وبهم حاجة إلى المخالطة والمداخلة يطوفون عليكم في الخدمة وتطوفون عليهم للاستخدام فلو جزم الامر بالاستيذان في كل وقت لادى إلى الحرج، ولا يخفى أن فيها نقصا وزيادة من جهة عدم بيان الجناح المنفي عنهم، وبيان كونهم طوافين عليهم للاستخدام وإن كان فيه بيان لبعضكم على بعض، وهو الظاهر لان الظاهر أن الطواف العبيد والاطفال لاهم، ولهذا قال في مجمع البيان ثم بين المعنى وقال ” طوافون عليكم ” أي هم خدمكم فلا يجدون بدا من دخولهم عليكم في غير هذه الاوقات ويتعذر عليهم الاستيذان في كل وقت، قال سبحانه ” ويطوف عليهم ولدان مخلدون “.

ثم قال في الكشاف: إذا رفعت ” ثلاث عورات ” كان ” ليس عليكم ” في محل الرفع على الوصف، والمعنى: هن ثلاث عورات مخصوصة بالاستيذان، وإذا نصبت لم يكن له محل وكان كلاما مقررا للامر بالاستيذان في تلك الاحوال خاصة، ” وبعضكم ” مرفوع بالابتداء وخبره ” على بعض ” على معنى طائف على بعض، وحذف لان طوافون يدل عليه، ويجوز أن يرتفع بيطوف مضمرا لتلك الدلالة.

الرابعة: واذا بلغ الاطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم(1).

في مجمع البيان: ” منكم ” أي من الاحرار فليستأذنوا في جميع الاوقات كما استأذن الذين من قبلهم من الاحرار الكبار الذين امروا بالاستيذان على كل


(1) النور: 59.