زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص413
(1) في الكشاف إضافة اللهو إلى الحديث معناها التبيين وهي الاضافة بمعنى من – إلى قولة: ويجوز أن تكون الاضافة بمعنى من التبعيضية كأنه قيل ومن الناس من يشتري بعض الحديث الذي هو اللهو منه، واللهو كل باطل ألهى عن الخير وعما يعنى، ولهو الحديث هحو السمر بالاساطير والاحاديث التي لا أصل لها، والتحدث بالخرافات والمضاحيك، وفضول الكلام ومالا ينبغي من كان وكان، ونحو الغنا وتعلم الموسيقار وما أشبه ذلك وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن ولا التجارة فيهن ولا أثمانهن وعنه عليه الصلاة والسلام ما من رجل يرفع صوته بالغناء إلا بعث الله عليه شيطانين أحدهما على هذا المنكب، والآخر على هذا المنكب، فلا يزالان يضربان بأرجلهما حتى يكون هو الذي يسكت وقيل الغنا منفذة للمال مسخطة للرب مفسدة للقلب(2).
الغناء مشهور فكل ما يسمى في العرف بها فهو محرم إذ لا معنى له شرعا قيل هو ترجيح الصوت المطرب وما اعتبر المطرب بعض، والاصل أن تحريمه ثابت فكل ما يقال إنه غناء فهو حرام إلا ما استثني مثل الحداء فان ثبت اعتبار الترجيع والطرب في الغنا فهو المحرم فقط، وما نعرفه، وإلا فيحرم الكل، والاحتياط في ترك الكل.
في الكشاف: والمراد بالحديث هنا الحديث المنكر كما جاء في الحديث الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهيمة الحشيش.
في مجمع البيان: وأكثر المفسرين على أن المراد بلهو الحديث الغنا، وهو قول ابن عباس وابن مسعود وغيرهما، وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام وأبي الحسن الرضا عليه السلام قال منه الغنا وروي أيضا عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال هو الطعن في الحق والاستهزاء به إلى قوله: فعلى هذا فانه يدخل فيه كل شئ يلهي عن سبيل الله وعن طاعته من الاباطيل والمزامير والملاهي والمعازف، ويدخل فيه السخرية
(1) لقمان: 6.
(2) راجع تفسير الكشاف ذيل الاية الشريفة.