پایگاه تخصصی فقه هنر

زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص411

من الشرك وقتل النفس بغير حق والزنا ” ومن يفعل ذلك يلق أثاما ” [ يضاعف إثمه ] أي يأثم بالشرك وغيره، وهم مخلدون في النار إلا التائب المؤمن الذي يعمل عملا فانه يبدل الله سيئاته حسنات أي يمحوا سيئاته بالتوبة ويثبت مكانها الحسنات والطاعة والتقوى، وكذا ” لا يشهدون الزور ” لا يجلسون ولا يحضرون مجالس الخطائين ولا يقربونها تنزها وصيانة لدينهم، لان مشاهدة الباطل على وجه الرضا به شرك فيه، ولذلك قيل في النظارة إلى كل ما لم تسوغه الشريعة: هم شركاء فاعلية في الاثم، لان حضورهم ونظرهم دليل الرضا به، وسبب وجوده، لان الذي سلطه على فعله هو استحسان النظارة في النظر، ورغبتهم إليه، ويحتمل أن يكون لا يشهدون شهادة الزور أي لا يكذبون في الشهادة، فحذف المضاف واقيم المضاف إليه مقامه.

وإذا مروا باللغو مروا كراما

اللغو كل ما ينبغي أن يلغي ويطرح، و المعنى وإذا مروا بأهل اللغو والمشتغلين به، مروا معرضين عنه مكرمين أنفسهم عن التوقف عليهم والخوض معهم كقوله ” وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه “(1) وإذا ذكروا بآيات الله، أي إذا سمعوا بها أكبوا عليها حرصا على استماعها وأقبلوا سامعين والعاملين بها والمتعظين، لا كالاصم والاعمى، ويدعون ويقولون في دعائهم ” ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين ” أي ارزقنا من الازواج والاولاد أزواجا وأعقابا يكونون قرة عين لنا نسر بهم، فيكون عملهم الطاعة و التقوى وما كان الله راض به ” واجعلنا للمتقين إماما ” وأن يكونوا للمتقين التابعين لله مخالطا وإماما لهم يقتدون بهم في دينهم للعلم والعمل، وذلك موجب للجزاء العظيم المذكور بقوله ” اولئك يجزون ” الآية، وبالجملة الآيات الشريفة دالة على راجحية وحسن هذه الاوصاف الوجودية، وأن لها دخلا في كمال الايمان مثل المرور باللغو كراما ومرجوحية الصفات القبيحة مثل الشرك والريا(2) فلابد من الاتصاف بالاول وترك الثواني، الله الموفق.


(1) القصص: 55.

(2) الزنا خ.