پایگاه تخصصی فقه هنر

زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص406

جنات عدن

بدل من عقبى الدار أو مبتدأ خبره ” يدخلونها ” والعدن الاقامة أي جنات لن يموتوا فيها، وقيل هو طبقات الجنة ” ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم ” من صلح للدخول منهم عطف على المرفوع في يدخلون، و يحتمل كونه مفعولا معه، والمعنى أنه يلحق بهؤلاء، كأن المراد به المؤمن ليخرج به الكافر، والتقييد إشارة إلى أن مجرد الانساب لا ينفع بل لابد من صلاح في الجملة، وهو الايمان، وليس المراد الصلاح الكلي وإلا فلا يحتاج للدخول إلى لحوق الاول بل هو أيضا يدخلون مثلهم، وظاهر الآية أن سبب دخولهم اتصاف هؤلاء الاول بهذه الصفات، ففيها دلالة على أن الطاعة تنفع المطيع وهؤلاء الآباء الخ بغير أن يشفع لهم، فكيف مع الشفاعة، والظاهر هو الاول لعدم القيد، و لان بالشفاعة يدخل غير هؤلاء أيضا ” والملائكة يدخلون عليهم من كل باب ” أي من أبواب المنازل أو من أبواب الفتوح والتحف قائلين ” سلام عليكم ” مبشرين بالدوام ” بما صبرتم فنعم عقبى الدار ” ” بما ” يتعلق بعليكم أو بالسلام أو بمحذوف أي هذا بما صبرتم، وما مصدرية أو موصول لصبرتم.

ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم

(1) أي لا ترفعن عينيك إلى ما متعنا الكفار وأنعمنا عليهم به أمثالا في النعم من الاولاد والاموال وغير ذلك من زهرات الدنيا، فانها في معرض الزوال والفناء، مع ما يتبعها من الحساب و الجزاء، وعلى هذا يكون أزواجا منصوبا على الحال، والمراد به الاشباه والامثال وقيل أن معناه لا تنظرن إلى ما في أيديهم من النعم التي هي أشياء يشبه بعضها بعضا فان ما أنعمنا عليك وعلى من اتبعك من أنواع النعم وهي النبوة والقرآن و الاسلام والفتوح وغير ذلك أكثر وأوفر مما آتيناهم وقيل: معناه لا يعظمن في عينيك ولا تمدهما إلى ما متعنا به أصنافا من المشركين والازواج والاصناف و يكون أزواجا على هذا مفعولا به.

نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن الرغبة في الدنيا، فحرم عليه أن يمد عينيه إليها و


(1) الحجر: 88، طه: 131.