پایگاه تخصصی فقه هنر

زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص403

بلى قال: سمعت قول الله تعالى ” الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب ” فيها دلالة على صحة نسب الافطس، وجواز إعطاء الفاسق والاحسان إلى من أساء، والظاهر أنه يدخل فيه وصل قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وقرابة المؤمنين الثابتة بالقرآن مثل قوله تعالى ” إلا المودة في القربى ” و ” إنما المؤمنون إخوة ” وبالاخبار المتظافرة والاجماع بالاحسان إليهم على حسب الطاقة، ونصرتهم والذب عنهم، والشفقة عليهم، والنصيحة لهم وطرح التفرقة بينهم وبين أنفسهم، وإفشاء السلام عليهم وعيادة مرضاهم، وشهود جنائزهم، ومنه مراعات حق الاصحاب والخدم والجيران والرفقاء في السفر، و كل ما تعلق بالانسان بسبب ما حتى الهرة والدجاجة، وعن الفضيل بن عياض أن جماعة دخلوا عليه بمكة فقال من أين أنتم؟ قالوا: من أهل خراسان، قال اتقوا الله وكونوا من حيث شئتم ! واعلموا أن العبد لو أحسن الاحسان كله، وكانت له دجاجة فأساء إليها لم يكن من المحسنين، كله من الكشاف وفيه مبالغة وهذه دليل على ملاحظة صلة الرحم والاخوان والجيران وفي الاخبار الحث على ذلك مع مبالغة زائدة جدا كثيرا ” ويخشون ربهم ” أي وعيده وما يترتب على عصيانه من العقاب ” ويخافون ” وعيدا بالخصوص ” سوء الحساب ” فيجب على المؤمن أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسب كما في الاخبار، مثل ما روي عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: وحاسبوا قبل أن تحاسبوا، والاخبار في الوعيد والترغيب غير منحصرة، مثل قول الصادق عليه السلام قال له الراوي: أوصني فقال أعد جهازك، وقدم زادك، وكن وصي نفسك ولا تقل لغيرك يبعث إليك بما يصلحك(1) روي في الكافي عن حماد بن عثمان عن أبي عبدالله عليه السلام لما استقصى رجل عن رجل حقه وحسابه شكى إلى أبي عبدالله عليه السلام فقال له: ما لك ولاخيك؟ قال: جعلت فداك لي عليه شئ فاستقصيت منه حقي قال أبوعبدالله عليه السلام أخبرني عن قول الله عزوجل: ” ويخافون سوء الحساب ” ألربهم أن يجور عليهم أو يظلمهم؟ لا والله، ولكن خافوا الاستقصاء والمداقة(2).


(1) الكافي ج 7 ص 65.

(2) الكافي ج 5 ص 100.