زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص364
المستلذ وفي مجمع البيان أن الخطوة بعدما بين قدمي الماشي، وخطوات الشيطان آثاره، والعدو هو المباعد عن الخير إلى الشر و ” حلالا ” إما صفة مصدر محذوف أي أكلا حلالا وإما مفعول ” كلوا ” وإما حال عن ” ما ” في ” مما ” و ” طيبا ” صفة حلالا ومثله في الاعراب و ” من ” إما تبعيضية إذ لا يؤكل جميع ما في الارض كما قيل في الكشاف والقاضي أو بيانية للحلال أو ابتدائية متعلقة بكلوا، ولا يلزم أكل الجميع، إذ المراد الاكل مبتدءا من جميع ما يمكن أكله وهو ظاهر.
ومعناها على الظاهر هو الترغيب والتحريص على الاكل أو إباحته بمعنى عدم التحريم الاعم الشامل للاقسام الاربعة من جميع ما تخرجه الارض من الارزاق التي يمكن أكلها حال كونه خلق لهم مباحا وطاهرا، أو لذيذا أو بعيدا عن الشبهة أو لانه حلال طيب بالمعنى المذكور فلاي شئ يمنعون أنفسهم عنه كما قال في مجمع البيان عن ابن عباس في سبب نزولها أنها نزلت في ثقيف وبني عامر بن صعصعة وبني مدلج فانهم حرموا على أنفسهم من الحرث والانعام والبحيرة و السائبة والوصيلة فنهاهم الله عن ذلك، فحينئذ يكون ” كلوا ” للوجوب بمعنى أنه لابد من الاكل أو رفع اعتقاد حسن الاجتناب، وتحريم اتباع الشيطان في أقواله وأفعاله لانه مبعد للانسان عن الخير، ومقرب له إلى الشر، وكونه كذلك ظاهر بين عند ذوي البصائر منهم، لانه بين عداوته له بدعوته إلى المعاصي وترك الطاعات وهو ظاهر فأي عداوة يكون أظهر وأشد منها.
وقال في مجمع البيان في بيان خطوات الشيطان بعد نقل الاقول: وروي عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام أن من خطوات الشيطان الحلف بالطلاق، والنذر في المعاصي، وكل يمين بغير الله، وهذا يدل على تحريم الامور المذكورة حتى لا يكون الحلف بالنبي وغيره جايزا، إلا أن يقال هو مما أخرجه الدليل، ولكن ليس بظاهر، نعم صحة الخبر غير ظاهرة، فلا يثبت التحريم، لكن الاحوط الاجتناب.
هذا فيمكن الاستدلال بها على إباحة أكل كل ما في الارض لكل أحد حتى