پایگاه تخصصی فقه هنر

زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص359

ذنوبكم “(1) والمراد حفظ اللسان في كل باب لان حفظه وسداد القول رأس الخير كله، والمعنى واتقوا الله وراقبوه في حفظ ألسنتكم وتسديد قولكم، فانكم إن فعلتم ذلك أعطاكم الله ما هو غاية الطلبة من تقبل حسناتكم، والاثابة عليها، و من مغفرة سيئاتكم وتكفيرها.

وقيل إصلاح الاعمال التوفيق في المجيئ بها صالحة مرضية.

وفي قوله ” يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون “(2) مقتا تمييز للدلالة على أن هذا القول مقت عظيم كأنه حقير دونه كله عظيم، وهو أشد البغض مبالغة، وتوبيخ كثير على القول بشئ دون العمل به، فتدل على [ لزوم ] كون الواعظ متعظا، والظاهر خلافه كما هو المشهور، فيمكن أن لا يكون المنع من القول، بل من عدم العمل بعد تحريض الناس عليه وترك نفسه(3) وهو قبيح عقلا أيضا كما يظهر من هذه الآية، وعن بعض السلف أنه قيل له حدثنا فسكت ثم قيل له: حدثنا فقال تأمرونني أن أقول مالا أفعل؟ فأستعجل مقت الله؟ وأن يكون المراد النهي عن قول لعمل لا يعمله يعني بعد بشئ وفي نفسه عدمه فيدل على تحريم خلف الوعد حينئذ لا مطلقا، مع احتمال الاطلاق فتأمل، أعاذنا الله وإياكم عنه، ووفقنا للعلم والقول والعمل.


(1) الاحزاب 70 و 71.

(2) الصف: 3.

(3) لكنه خلاف نص الاية الشريفة: فان ” مقتا ” هو تميز ” كبر ” وفاعله ” أن تقولوا ” بتقدير المصدر، فمعنى الاية الشريفة أن قولكم بما لا تعملونه ممقوت عند الله تعالى من كبائر المقت، وهذا المعنى مؤيد بالعقل والنقل: أما النقل فروايات في ذلك، وأما العقل فنكير العقلاء على من كان واعظا غير متعظ.