زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص354
السلام ما فعل، مع كون فعله ترك الاولى، مع ظن أن فعله كان لله، فكيف الظن بنا.
إلا أن يكون من جهة عدم الاعتداد والاعتبار بنا، فيخلينا وأنفسنا فنعوذ بالله من ذلك أيضا، وعلى الترغيب على الاقرار بالذنوب والظلم، وأن له دخلا في استجابة الدعاء، وعلى تكرار هذه الآية الشريفة عند الكرب، ودفع الهموم و الغموم، كما ورد به الروايات عن أهل البيت عليهم السلام.
فايدة نقول أن حيا(1) من الانبياء لهم اسمان ذو النون ويونس، وإسرائيل ويعقوب وعيسى ومسيح، ومحمد وأحمد، وذو الكفل وإلياس، وقيل ذو الكفل هو زكريا، و قيل يوشع بن نون وكأنه سمي بذلك لانه ذو الحظ من الله والمجدود على الحقيقة وقيل كان له ضعف عمل الانبياء في زمانه وضعف ثوابهم.
وأيضا يدل على استجابة الدعاء والترحم لو قال الانسان في دعائه ما نقل عن أيوب عليه السلام ” وأيوب “(2) أي اذكره ” إذ نادى ” أي وقت ندائه ” ربه أني ” بأني ” مسني الضر ” بالفتح الضرر في كل شئ، وبالضم الضرر في النفس، من مرض وهزال ” وأنت أرحم الراحمين ” ألطف في السؤال حيث ذكر نفسه بما يوجب الرحمة وربه بغاية الرحمة ولم يصرح بالمطلوب فاستجاب له بقوله: ” فاستجبنا له وكشفنا ما به من ضر و آتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين ” فرجع أيوب إلى الصحة وأعطاه الاموال والاولاد كما كانت بل أكثر، وهو مسطور في التفاسير، ويدل على تحريم الافتراء على الله بأن له شريكا مثلا أو ولدا أو زوجة ونحو ذلك، وكذا على تحريم إنكار الحق بعد العلم به، وظهوره عنده، فتدل على تحريم المجادلة في البحث، وإنكار الحق إذا كان في يد الخصم، وتزييفه والجدال والمراء حتى يحصل بيده ما يمكن أن يوجه كلامه، ويوزيف كلام خصمه كما هو المتعارف في زماننا هذا. قوله تعالى:” ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه
(1) خمسا خ ل.
(2) الانبياء: 83.