پایگاه تخصصی فقه هنر

زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص340

عندهم قد يكون سببا لذلك فانهم قد يريدون أن يغيظوا المسلمين، فاذا لم يكونوا معهم لم يفعلوا، وقد يكون الجلوس عندهم موجبا لذكر آلهتهم فيريدون انتقام ذلك فيكفرون ويستهزؤن بآيات الله، وإليه اشير في قوله تعالى:” ( ولا تسبوا الذين كفروا ) ” أي آلهتهم ” فيسبوا الله عدوا بغير العلم “(1) وهذه صريحة في عدم جواز فعل مباح بل واجب لو كان موجبا لسب الاله ونحوه، فلا يفعل شئ يلزم منه ذلك من سب آلهتهم وغيره مثل سبهم وسب أصحابهم، إذا كان موجبا لسب النبي صلى الله عليه وآله والائمة عليهم السلام والمؤمنين وهو ظاهر عقلا أيضا.

والمراد بما نزل ما هو المذكور في الانعام بقوله: ” وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين(2) ” أي وإن أنساك الشيطان النهي عن مجالستهم فلا تقعد معهم بعد أن ذكرته، قيل: الانساء، فعل الله اضيف إلى الشيطان لجري عادته تعالى بفعل النسيان عند الاعراض عن الفكر، ووسوسة الشيطان ظاهره أن الخطاب له صلى الله عليه وآله ويحتمل أن يكون من قبيل ” فاسمعي يا جارة ” وسمي عدم الاحضار وتوجهه إليه بالفعل أن إنساء، فلا يدل على إنساء الشيطان الانبياء.

قال في مجمع البيان قال الجبائي: وفي هذه الآية دلالة على بطلان القول الامامية في جواز التقية على الانبياء والائمة وأن النسيان لا يجوز على الانبياء، وأنت تعلم أن الآية لا تدل على عدم جواز التقية فانها مطلقة يجوز تقييدها بعدم الخوف والضرر، وعدم المفسدة مع أنهم لا يجوزون التقية على الانبياء وقد عرفت حكاية النسيان مع أنه قد جوزه بعضهم في غير الاحكام وقد فصل ذلك الصدوق وذكره مفصلا أيضا في مجمع البيان حيث قال في جواب الجبائي وهذا القول غير صحيح ولا يستقيم، لان الامامية إنما يجوزون التقية على الامام – إلى قوله: وأما السهو


(1) لفظ الاية هكذا: ” ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ” الانعام: 208.

(2) الانعام: 68.