پایگاه تخصصی فقه هنر

زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص328

ابن الحسين عليه السلام جعلت: تسكب عليه الماء ليتهيأ للصلاة، فسقط الابريق من يدها فشجعه فرفع رأسه إليها فقالت له الجارية إن الله عزوجل يقول: ” والكاظمين الغيظ ” فقال لها قد كظمت غيظي، قالت ” والعافين عن الناس ” قال قد عفا الله الله عنك ” قال: ” والله يحب المحسنين ” قال: اذهبي فأنت حرة لوجه الله(1).

وفي هذه الرواية دلالة على عدم البأس بالاستعانة للوضوء، فقد روي مثلها عن الحسين بن علي عليهما السلام أنه جاء عبده وبيده طبيخ للضيف، وهو معهم عليهم السلام فوقع الظرف من يده على رأسه عليه السلام فنظر إليه فقال العبد الخ الله أعلم حيث يجعل رسالته.

قيل في معنى ” عرضها السموات والارض “: كعرضهما وكني بالعرض عن مطلق المقدار وهو متعارف، ونقل على ذلك الاشعار في مجمع البيان أو أنه لما علم عرضه الذي هو أقل من الطول عرفا في غير المساوي علم أن طوله أيضا يكون إما أكثر أو مثله، أما كونها مع ذلك في السماء فالظاهر أن المراد يكون بعضها فيه بأن يكون البعض الآخر فوقه أو يكون أبوابها فيها أو فوق الكل وما ذكره الحكماء غير مسموع شرعا وهو ظاهر، كما قيل إن النار تحت الارض فتكون الآية دليل على بطلان ما قالوه، وظاهر الآية أنها مخلوقة وكذا النار كما يدل عليه بعض الاخبار وقال به الاصحاب وصرح به الشيخ المفيد في بعض مسائله، وقال: إن الجنة مخلوقة ومسكونة سكنتها الملائكة.

فتدل الآية على رجحان المسارعة إلى الطاعات والانفاق في السراء والضراء وحسن الخلق بكضم الغيظ، والعفو عن الناس والاحسان مطلقا كما وردت بها روايات كثيرة مثل: اصنع المعروف إلى كل أحد فان كان أهله وإلا فأنت أهله.