زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص302
والمستلدات المتوهمة، وهو في الحقيقة شر لكم لانه يمنعكم من السعادات الدنيوية والاخروية، وكذا جميع التكاليف ولعبادات المقربة والمناهي المبعدة المهلكة، والله يعلم مصالحكم ومنافعكم، وما يضركم وما ينفعكم، فيمنعكم عن المضرات، ويرغبكم في المنافع والفوائد، وهي مخيفة عليكم بظاهر نظركم، و ما تعلمونها لقلة تدبركم، وكثرة الشهوات التي تسترها، والكسل الذي يزين عدمها، ولوازم البشرية التي تعكسها، فهي صريحة في وجوب الجهاد على الاجمال والتفصيل مبين في الكتب الفقهية.
الثانية: يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام واخراج اهله منه اكبر عند الله والفتنة اكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر، فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون(3).
أي يسئلونك يا محمد عن القتال في الشهر الحرام، هل هو جايز أم لا؟ – والسائلون أهل الشرك على جهة التعيير على المسلمين باستحلالهم القتال في شهر رجب بناء على زعمهم لا حقيقة، كما يفهم من سبب النزول، وقيل السائلون المسلمون ليعلموا الحكم، فقتال بدل عن الشهر بدل الاشتمال إذ الزمان مشتمل على ما فيه – قل: إن القتال في شهر الحرام ذنب كبير وإثم عظيم لكن الصد عن سبيل الله أي المنع من الحج وغيره من العبادات كما تفعلون، والكفر بالله وصد المسجد الحرام وإخراج أهل المسجد وهو المسلمون من المسجد الحرام كاخراجكم المسلمين من مكة حتى هاجروا إلى المدينة أكبر وأعظم ذنبا ووزرا عند الله، فصد نكرة موصوفة
(1) البقرة: 217.