پایگاه تخصصی فقه هنر

زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص299

الكفار، ويفهم منه سقوط اعتبارها عند الله، وفيه إشعار بعدم حسن التخصيص فيجوز طلبه مطلقا فيمكن إعطاؤهم سوى ما ثبت منعه من الزكاة الواجبة، ويدل عليه الاخبار وما ذكر في باب الوقف والوصايا، وليس هنا محل ذكره، فان أردت فارجع إليه، وتأمل، فمنع ابن الجنيد إعطاء غير أهل الحق المستفاد من الدروس بعيد.

واعلم أيضا أن في الآية التي بعدها أعني ” وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ” أي يقولان ربنا وقد قرئ به جملة حالية أي قائلين وإنما قدرنا الفعل لا الصفة تبعا لما قرئ به أي ربنا أثبنا على هذا البناء إنك أنت السميع لدعائنا العليم بمصالحنا، ونياتنا أن هذا البناء ما كان إلا لك، دلالة على كونه مندوبا ومرعوبا عند الفراغ من العبادة كما قاله في مجمع البيان، فيمكن فهم استحباب التعقيب وغيره من الادعية عند الفراغ من جميع العبادات.

وأيضا في الآية التي بعدها أي ” ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ” تنبيه ودلالة على جواز التوبة وطلب قبولها من غير ذنب، لانهما معصومان، وقد طلبا الاستجابة ودلالة على جواز الدعاء للمسلم بأن يجعله مسلما أو باعتبار الزيادة كما قاله في الكشاف والمعنى زدنا إخلاصا وإذعانا لك أو باعتبار الاستمرار والاستقبال أي قالا ربنا واجعلنا مسلمين مستقبل عمرنا كما جعلتنا فيما مضى بأن توفقنا وتفعل بنا الالطاف التي تدعونا إلى الثبات على الاسلام كما قال في مجمع البيان.

ثم قال فيه أيضا(1) هو أي الاسلام الانقياد لامر الله تعالى بالخضوع والاقرار بجميع ما أوجب الله، وهو أي الاسلام والايمان واحد عندنا، وعند المعتزلة.

واستدل بقوله ” إن الدين عند الله الاسلام “(2) ” ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن


(1) مجمع البيان ج 1 ص 207.

(2) آل عمران: 19.