پایگاه تخصصی فقه هنر

زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص277

السعة في الرزق والمعاش وحسن الخلق في الدنيا ورضوان الله والجنة، وقيل المال في الدنيا، وفي الآخرة الجنة، وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال من اوتي قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وزوجة مؤمنة تعينه على أمر دنياه وآخرته، فقد اوتي في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، ووقي عذاب النار(1).

وقنا عذاب النار

بالعفو والمغفرة.

وعن أمير المؤمنين عليه السلام الحسنه في الدنيا المرأة الصالحة وفي الآخرة الحوراء، وعذاب النار امرأة السوء، وعن الحسن: في الدنيا العلم والعبادة وفي الآخرة الجنة، وقنا عذاب النار: معناه: احفظنا من الشهوات ” اولئك ” إشارة إلى الفريق الثاني وقيل إليهما ” لهم نصيب ” أي حظ من جنس ما كسبوا وهو جزاؤه أو من أجله أو مما دعوا به نعطيهم منه ما قدرناه فسمى الدعاء كسبا لانه من الاعمال ” والله سريع الحساب ” يحاسب العباد على كثرتهم وكثرة أعمالهم، في مقدار لمحة، أو معناه يوشك أن يقيم القيامة و يحاسب الناس، فبادروا إلى الطاعة واكتساب الحسنات والله سريع المجازات للعباد على أعمالهم وإن وقت الحساب والجزاء قريب.

ففيها تحريص وترغيب على ذكر الله وطلب الحوائج من الله للدنيا والدين في المواطن المشرفة، والمنع عن ذكر التفاخر والتعاظم بالآباء وقصر السؤال على الدنيا بمعنى جعل همه مقصورا عليها وقطع نظره عن الآخرة، وترغيب أيضا في العبادات، وترهيب عن فعل المعاصي بأن الله يحاسب العباد على أعمالهم حسنة وقبيحة في لمحة واحدة، ويجازي الكل بما كسب.

ففيها دلالة أيضا صريحة على استحقاق الثواب والعقاب بالاعمال وقال في مجمع البيان: فيها دلالة صريحة على أن الله ليس بجسم فانه يحاسب كل الخلق في لمحة ولا يحتاج إلى زمان للحساب ولا يشغله شخص حساب عن حساب آخر، ولو كان كذلك لما جاز أن يخاطب في وقت واحد مخاطبين مختلفين وهو ظاهر.


(1) مجمع البيان ج 2: 298.