پایگاه تخصصی فقه هنر

زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص201

حبة أخرجت سنابل في كل سنبلة مائة حبة يعني أن النفقة في سبيل الله أي الجهاد أو مطلق القرب بسبع مائة ضعف ” والله يضاعف لمن يشاء ” أي يفعل هذه الزيادة لمن يشاء أو أنه يزيد على هذه لمن يشاء ” والله واسع عليم ” أي يوسع ولا يضيع عليه ما يتفضل من الزيادة عليهم بسبب إخلاص المنفق وقدر إنفاقه وتعبه في تحصيله فيثيبه على ما يعلم من حاله، ويمكن أن يكون هذه باعتبار التفضل والمشيئة، و باعتبار التفاوت في حال المنفق [ مثل ] حال الاخلاص والاحتياج، وحال المنفق عليه مثل اضطراره وصلاحه، وقرابته وشرافته، وطريق الانفاق من كونه سرا حتى لا يعرف صاحبه فلا ينافيه ” من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها(1) “.

واعلم أن هذه وما قبلها وما بعدها من الآيات الكثيرة تدل على الترغيب و التحريص في الانفاق، وأنه لابد من كونه خالصا لله، وخاليا من الرياء والمن و الاذى وأنها تبطله.

السابعة: الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما انفقوا منا ولا اذى لهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون(2).

المن أن يعتد باحسانه على من أحسن إليه، مثل أن يقول أحسنت إليك أو إلى فلان، والاذى أن يتطاول عليه ويترفع بسبب ما أنعم عليه، وبالجملة هما معلومان وما ذكرناه بعض أفرادهما وهي تدل على عدم الاجر مع المن والاذى، كما هو صريح في اخرى سيجيئ وفيه تأمل سيجيئ، ولا يبعد أنهما كما يبطلان الانفاق يبطلان غيره أيضا من الاحسان بأي طريق كان، مثل قضاء حاجة شخص وتعليمه وتخليصه من محنة وتعظيمه ورد الغيبة عنه، وتعريفه واستعمال الخلق الحسن معه بأن يسامحه فيما فعل بالنسبة إليه ولم يكاف مع قدرته عليه، وبالجملة جميع ما يمكن أن يعد إحسانا و موجبا للاجر.

والحاصل أن مضيعات الامور الحسنة الموجبة للتقرب الالهي كثيرة حتى أن


(1) الانعام: 160.

(2) البقرة: 262.