زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص193
وفيه آيات
الاولى: وما تنفقوا من خير فلانفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف اليكم وانتم لا تظلمون(1).
فيها تحريض على الانفاق بالخير كأنه المال بأن ذلك أنفع للمنفق لا للمنفق عليه، وبأنه موجب لتوفية الاجر، واشتراط القربة والاخلاص لان الظاهر أن المراد بالنفي في قوله ” وما تنفقون ” النهي فيفهم النية، فافهم.
الثانية: للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسالون الناس الحافا وما تنفقوا من خير فان الله به عليم(2).
قيل تقديره اعمدوا للفقراء، أو اجعلوا ما تنفقونه للفقراء، أو يكون خبرا لمبتدأ محذوف أي صدقاتكم للفقراء، ولما بين الانفاق الذي هو خير، أراد أن يشير إلى المنفق عليه الذي الانفاق عليه خير، فقال ” للفقراء ” فيحتمل أن يكون التقدير هو للفقراء أي إعطاؤه للفقراء خير، أو ينبغي كون ذلك الفقراء كاخفائه، أي للذين ليس لهم نفقة السنة فعلا [ أ ] وقوة، وأحصروا أنفسهم في سبيل الله، يعني منعوا أنفسهم عن الكسب بالتجارة وغيرها للتهيؤ للجهاد أو لمطلق العبادة ولا يقدرون على الرواح في التجارة والكسب لاشتعالهم بالجهاد أو العبادة مطلقا ” يحسبهم الجاهل ” بحالهم ” أغنياء ” من جهة عفتهم وعدم سؤالهم، وكأن جملة: