پایگاه تخصصی فقه هنر

زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص168

شيبتني سورة هود؟ فقال نعم، فقلت: ما الذي شيبتك منها أقصص الانبياء؟ و هلاك الامم؟ فقال: لا، ولكن قوله ” فاستقم كما امرت “(1) وعن جعفر الصادق عليه الصلاة والسلام ” فاستقم كما امرت ” قال: افتقر إلى الله بصحة العزم، وغيره من الاخبار عن أهل البيت عليهم السلام وأيضا قال في الفقيه قال أبوجعفر عليه السلام يا جابر من دخل عليه شهر رمضان فصام نهاره، وقام وردا من ليلة، وحفظ فرجه ولسانه، وغض بصره وكف أذاه خرج من الذنوب كيوم ولدته امه، قال جابر قلت له: جعلت فداك ما أحسن هذا من حديث؟ قال: ما أشد هذا من شرط(2) أتى(3) بهذه الآية الشريفة الدالة على أنه خبير بأحوالهم، سميع لاقوالهم مجيب لدعائهم، مجاز لهم بأعمالهم حتى يهون ذلك عليهم، ويكون حريصا عليها ففهم من الآية وجوب الايمان وقبوله، ووجوب قبول سائر الطاعات واعتقاد إجابة الدعاء، واعتقاد أنه سميع عليم، وأنه ليس في جهة ولا مكان إذ لو كان كذلك لما قرب إلى كل داع، ثم بين أحكام الصوم وكيفية فعله بعد أن بين الفاعل فقال: احل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وانتم لباس لهن علم الله انكم كنتم تختانون انفسكم فتاب عليكم وعفى عنكم فالان باشروهن و ابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر ثم اتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وانتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون(4).


(1) أخرجه البيهقي في شعب الايمان عن أبي على السرى كما في الدر المنثور ج 3 ص 320.

(2) الفقيه ج 2 ص 60.

(3) جواب قوله في الصفحة الماضية، لما أمر.

(4) البقرة: 187.