پایگاه تخصصی فقه هنر

زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص143

الاخلاص وغيره، أو تعبد واستكانه كما يقول الانبياء والاولياء عليهم السلام ” اللهم اغفر لي ” من غير ذنب، بل يظهرون البكاء والخوف العظيم من العقاب والتقصيرات المفرطة والاقرار بالذنوب العظيمة جدا مع عدم شئ منها ” ولا تخزنا يوم القيامة ” بالعذاب وإدخال النار بأن تعصمنا عما يقتضيه وتوفقنا لما يبعدنا عنه ولا تفعل ذلك بنا ” إنك لا تخلف الميعاد ” باثابة المؤمن وإجابة الداعي، بمنزلة دليل على أنه لم يفعل، أي لم تخزنا لانك وعدت بذلك، وأنت لا تخلف الميعاد، أو أنه خبر بمعنى الدعاء فيكون تأكيدا للعصمة، وقال في مجمع البيان: دعاء بمعنى الخبر فافهم ” فاستجاب لهم ربهم أني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر أو انثى بعضكم من بعض ” يحتمل أن يكون المراد فأجاب دعاء‌هم وطلبهم بأن الله لا يضيع عمل مؤمن فإنه يثيبه على ذلك، فتدل على أنه لابد من العمل ومن الايمان معه، وقالوا أي استجاب طلبتهم وأعطاهم مرادهم ومقصودهم، فدلت الآية على أن الدعاء مع تقديم العجز والانقطاع مستجاب قال في الكشاف روي عن جعفر الصادق عليه الصلاة و السلام من حزنه [ أي أصابه ] أمر فقال خمس مرات ربنا أنجاه الله مما أخاف و أعطاه ما أراد وقرأ هذه الآية، وكأنه يريد ذكر المطلب بعد قول ربنا خمسا قال في مجمع البيان وهذا يتضمن الحث على مواظبة الادعية التي في الآية المتقدمة والاشارة إلى أنه مما يتعبد الله بها وندب إليها، وذلك يتضمن الاجابة لمن دعا بها انتهى.

ثم إن في تتمة هذه الآيات دلالة على الاستحباب والترغيب العظيم على المهاجرة في سبيل الله وطاعته، والصبر على الاذى في الله وعلى الاخراج عن الديار والاهل، كالصبر على القتل والقتال، فإن ذلك ليس بمخصوص بالمهاجرين معه صلى الله عليه وآله من مكة إلى المدينة لعموم اللظ قال الله ” فالذين هاجروا و اخرجوا من ديارهم واوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لاكفرن عنهم سيئاتهم ولادخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب “(1)


(1) آل عمران: 195.