پایگاه تخصصی فقه هنر

زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص140

خلق السموات والارض ” الآية ثم قال: ويل لم قرأها ولم يتفكر فيها، وروي ويل لمن لاكها بين فكيه ولم يتأملها.

وفي هذه دلالة على أن العبد الشكور هو الذي يبكي كثيرا وأنه ينبغي الاذن من الزوجة إن أراد القيام للعبادة في ليلتها، فكأنه تجب المضاجعة طولها وأنه لا يضر البكاء والدعاء بحضور الزوجة والاصحاب، ولا ينافي الخفية التي هي مطلوبة في الدعاء، وعلى الوعيد في عدم التأمل في معنى الآية، وعدم التفكر فيما يدل على صفاته، وكأنه يشعر بوجوب المعرفة بالدليل ولا يضر عدم العلم بسند الرواية فتأمل.

ربنا ما خلقت هذا باطلا

كأنه حال عن فاعل ” يتفكرون ” أي يتفكرون قائلين ربنا و ” هذا ” إشارة إلى المخلوق المذكور من السموات والارض أو الخلق بمعناه(1) أو إليهما يعني ليس ما خلقت عبثا لا حكمة ولا فائدة ولا غرض فيه، بل فيه حكمة عظيمة، ومصالح كثيرة، من جملتها كونها دليلا على التوحيد والعلم والقدرة والارادة وغير ذلك من الصفات، وكون الارض مبدء‌ا لوجود الانسان وسببا لاستقراره، وترتب الفوائد التي يراها يترتب على خلق الارض والسماء واختلاف الليل والنهار، التي لا يحصيها إلا الله، فيمكن أن يستدل بها على أن أفعال الله تعالى معللة بالاعراض الحاصلة للعباد، فلا يجب عود الغرص من الفعل إلى فاعله، وهو ظاهر، وفيها حكم ومصالح، وأن الباطل والعبث محال عليه وأنه مذموم وقبيح، وأنه منزه عنه كما أشار إليه بقوله ” سبحانك ” أي ننزهك تنزيها من العبث والباطل.

فقنا عذاب النار

إشارة إلى أن مجرد العلم بفائدة الخلق، يدل على استحقاق العبادة وحسن التكليف والعقاب بتركها، والتقصير في التفكر وغيره مما يستحق وأن له المغفرة والعفو، وأنه قادر على ذلك ولا قبح فيها، وأنه لابد لطلبها من العلم بما تقدم، فلابد من الايمان والعلم بأنه لم يفعل عبثا وباطلا و


(1) اي بمعنى المخلوق كما في أنوار التنزيل: 88.