پایگاه تخصصی فقه هنر

زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص137

يتداومون على الصلاة والدعاء عند الصباح والمساء لا شغل لهم غيره، فيفتتحون يومهم بالدعاء، ويختمونه به، ويحتمل عموم العبادة وما يتقرب به ” يريدون وجهه ” رضوانه أو يريدون تعظيمه والقربة إليه، دون الرياء والسمعة ” ولا تعد عيناك ” لا تتجاوز عيناك ” عنهم ” بالنظر إلى غيرهم من أبناء الدنيا ” تريد زينة الحياة الدنيا ” أي تريد مجالسة أهل الشرف والغنى وكان النبي صلى الله عليه وآله حريصا على إيمان العظماء طمعا في إيمان أتباعهم، أو لا تمل إلى الدنيا وزينتها قط، ولا إلى أهلها، ولما كان بعض الاحيان يميل إلى إيمان الرؤساء عوتب بهذه الآية، وامر بالاقبال على فقراء المؤمنين، وأن لا يرجع بصره عنهم إرادة مجالسة الاشراف ” ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ” أي من جعلنا قلبه غافلا عن ذكرنا بتعريضه للغفلة هكذا في مجمع البيان(1) ويفهم منه الترغيب والتحريض بمجالسة الفقراء والصلحاء والعباد دون أهل الدنيا والاغنياء، وهو ظاهر.

قيل نزلت في سلمان وأبي ذر وصهيب وخباب وذويهم من فقراء أصحابه وذلك أن المؤلفة قلوبهم جاؤا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله عيينة بن حصين والاقرع بن حابس وذووهم فقالوا يا رسول الله إن جلست في صدر المجلس ونحيت عنا هؤلاء وروايح صنانهم وكانت عليهم جباب الصوف جلسنا نحن إليك وأخذنا عنك، فلا يمنعنا عن الدخول عليك إلا هؤلاء فلما نزلت الآية قام النبي صلى الله عليه وآله يلتمسهم فأصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله عزوجل فقال الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع رجال من امتي، معكم الحياة والممات، كذا في مجمع البيان(2) أيضا.

الثالثة: ان في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولى الالباب(3).

الآيات منصوب بأنه اسم إن وخبره الظرف المقدم عليه، أي في إيجاد الله تعالى السموات والارض وجعله الليل والنهار مختلفين باعتبار الخواص والاحوال


(1 و 2) المصدر: ج 6 ص 465.

(3) آل عمران: 190.