پایگاه تخصصی فقه هنر

زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص127

ويدل عليه الخبر الصحيح(1) وهو مذهب الشيخ والمشهور خلافه ويدل عليه بعض الاخبار مؤيدا بالكثرة، وبخبر انتظار الامام راكعا للداخل(2) وبالاجماع المنقول عليه والاحتياط يقتضي الاول بل الاصل أيضا.

أو يكون المراد إيجاب الصلاة التي يجب فيها الجماعة كصلاة الجمعة والعيدين أو يكون إشارة إلى وجوب الركوع في الصلاة حيث كان الخطاب لبني إسرائيل وما كان الركوع في صلاتهم كأنه قال: صلوا مثل صلاة المسلمين.

ثم اعلم أن ظاهرها أن الخطاب لبني إسرائيل لما سبق من قوله تعالى ” يا بني إسرائيل ” [ الآية ](3) ولكن لما علم عدم الفرق في الحكم، فلا يبعد الاستدلال بها على ثبوته على كل المكلفين، مع أن هذا الحكم موجود في آيات وأخبار اخر كما أن الخطاب فيما يتلوها مخصوص بعلماء اليهود كما قال في مجمع البيان، مع أن الظاهر أن الحكم مشترك للاجماع وغيره، وهو قوله تعالى ” أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أو لا تعقلون(4) ” قيل: كان علماء بني إسرائيل يأمرون الناس باتباعه صلى الله عليه وآله ولم يؤمنوا به، ولم يتبعوه، فنزلت الآية الكريمة، ومضمونها النهي عن ترك النفس تاركة للخير والعمل الصالح، مثل الايمان به صلى الله عليه وآله واتباعه، وفاعلة للمعاصي والذنوب مع أمر الناس بضدهما، مع قراء‌ة الكتاب الدال على وصفه ووجوب الايمان به واتباعه، وهو التوراة مع العلم بقبح


(1) كصحيحة محمد بن مسلم: ” إذا لم تدرك تكبيرة الركوع فلا تدخل معهم في تلك الركعة ” وفي اخرى ” لا تعتد بالركعة التي لم تشهد تكبيرها مع الامام ” راجع الوسائل أبواب صلاة الجماعة الباب43 تحت رقم 2و3.

(2) راجع التهذيب ج 1 ص 285، الكافي ج 3 ص 282، الاستبصار ج 1 ص 36.

(3) والاية: يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي اوف بعهدكم وإياي فارهبون ** وآمنوا بما انزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا واياي فاتقون ** ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون ** وأقيموا الصلاة الاية.

(4) البقرة 44.