پایگاه تخصصی فقه هنر

زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص124

وقد مضى تفسير تتمتها أعني: ” إن الصلاة كانت(1) ” الآية.

فان خفتم فرجالا او ركبانا فاذا امنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون(2).

الرجال جمع راجل، مثل تجار وصيام وقيام والراجل هو الكائن على رجله واقفا كان أو ماشيا، والركبان جمع راكب كالفرسان جمع فارس، وكل شئ علا شيئا فقد ركبه، فرجالا حال، والتقدير فصلوا رجالا يعني إن خفتم من عدو أو سبع أو غرق ونحوها ولم يمكنكم الصلاة تامة الافعال والشروط كما هي المقررة حال الامن، فصلوا رجالا على أرجلكم وعلى أي هيئة يمكنكم ماشين أو واقفين إلى القبلة وغيرها بالقيام والركوع والسجود، إن أمكن وإلا فبالنية والتكبير والتشهد و التسليم، يعني تتعمدوا المقدور من الهيئة أو على ظهور دوابكم على أي جهة يتوجه ولو تمكن من القبلة فيها، وإلا فمهما أمكن، وبالجملة في الآية الشريفة إشارة إلى صلاة الخوف على طريق الاجمال، والتفصيل مذكور في الكتب الفقهية مع أدلتها.

وفي مجمع البيان(3) إن عليا عليه الصلاة والسلام صلى ليلة الهرير خمس صلوات بالايماء، وقيل بالتكبير، وإن النبي صلى الله عليه وآله صلى يوم الاحزاب إيماء ” فاذا أمنتم ” من الخوف ” فاذكروا الله ” أي فصلوا صلاة الامن، وقيل اذكروا الله بالثناء عليه، والحمد له شكرا للخلاص من الخوف والعدو، فكأنه الاولى لظهور الذكر فيه ولفهم صلاة الامن من قبيله بقوله ” فإذا اطمأننتم ” الآية، فدلت على استحباب الذكر شكرا لله على دفع الالم أو الخوف ” كما علمكم ” أي الذكر مثل ما علمكم من الشرايع وكيفية صلاة الخوف والامن وغيرها، أو شكرا يوازي نعمه، فما موصولة أو مصدرية، و ” ما لم تكونوا تعلمون ” مفعول علمكم، وما موصولة أو


(1) راجع الصفحة 49 فيما سبق.

(2) البقرة: 239.

(3) مجمع البيان ج 2: 344.