پایگاه تخصصی فقه هنر

زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص123

بطن النخل أو ذات الرقاع فتأمل(1) ويمكن أن يكون إشارة إلى صلاة شدة الخوف كما قيل.

السابعة: فاذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فاذا اطماننتم فاقيموا الصلاة الاية(2).

أي إذا أردتم الصلاة – مثل فاذا قرأت القرآن – فصلوا فالذكر بمعنى الصلاة أو بمعناه، ولكن بأن تصلوا له، وهو في القرآن كثير، فحال الخوف صلوا مهما أمكنكم على أى وجه يمكن قياما وقعودا ونحو ذلك، ويحتمل أن تكون إشارة إلى صلاة القادر والعاجز أي صلوا قياما إذا كنتم أصحاء، وقعودا إذا كنتم مرضى لا تقدرون على القيام وعلى جنوبكم إذا لم تقدروا على القعود، وقال في مجمع البيان(3) عن ابن مسعود وروي عن ابن عباس أنه قال عقيب تفسير الآية لم يعذر الله أحدا في ترك ذكره إلا المغلوب على عقله، وقد روي في أخبارنا أيضا هذا المعنى للآية ويفهم الترتيب بين القيام والقعود والجنوب في الصلاة، ولم يعلم الترتيب بين الجنبين والاستلقاء ويحتمل إرادة الكل من الجنوب من غير ترتيب، أو مع الترتيب ولعل في الرواية إشارة إليه كما صرح به بعض الاصحاب، ولا شك أنه أحوط وكأنه يؤيد إرادة الصلاة، ولكن يشعر بحال الخوف، قوله ” فاذا اطمأننتم ” يعني في وقت عدم الاطمينان صلوا على قدر ما تتمكنون منه من القيام والقعود والجنوب، فاذا اطمأننتم وقدرتم على أن تقيموها بأركانها المعتبرة حال القدرة فأقيموا الصلاة أي صلوها بحدودها وحافظوا على أركانها وشرائطها كملا كما هي


(1) موضعان: الاول في طريق البصرة قريب من المدينة، والثاني قريب من النخيل بين السعد والشقرة وبئر أرما على ثلاثة أيام من المدينة، راجع شرح ذلك في كنز العرفان ج 1 ص 189.

(2) النساء: 103.

(3) مجمع البيان ج 3 ص 103، وفيه: وروى أنه قال، والظاهر من كلامه أن القائل هو ابن مسعود لا ابن عباس.