زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص90
هكذا يعني استقبل بيديه حذاء وجه القبلة في افتتاح الصلاة(1) وفي رواية مقاتل ابن حبان عن الاصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام قال: لما نزلت هذه السورة قال النبي صلى الله عليه وآله لجبرئيل ما هذه النحيرة التي أمرني ربي بها؟ قال: ليست بنحيرة ولكنه يأمرك إذا عزمت للصلاة أن ترفع يديك، إذا كبرت وإذا ركعت، وإذا رفعت رأسك من الركوع، وإذا سجدت فانه صلاتنا وصلاة الملائكة في السموات السبع فان لكل شئ زينة، وإن زينة الصلاة رفع الايدي على كل تكبيرة.
وقال النبي صلى الله عليه وآله: رفع الايدي من الاستكانة قلت وما الاستكانة؟ قال: ألا تقره هذه الآية ” فما استكانوا لربهم وما يتضرعون(2) “.
وقال في مجمع البيان بعده: أورده الثعلبي والواحدي في تفسيريهما فيكون المراد مطلق الصلاة ورفع اليدين معا إلى حذاء الوجه والخد حال تكبيراتها، ويكون مستحبا كما هو رأي أكثر الاصحاب، ويؤيده الاصل والشهرة والاحتمالات في الآية.
وبعض الاخبار الدالة على الترك، مثل صحيحة(3) حماد المشهورة الطويلة فانه ترك فيها رفع اليد في تكبير السجود كجلوس الاستراحة يدل على عدم وجوبها لانه في مقام التعليم، وكما في صحيحه(4) علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام قال: على الامام أن يرفع يده في الصلاة، ليس على غيره أن يرفع يده في الصلاة.
والظاهر أنه لا قائل بالفرق، قال في التهذيب وقال محمد بن الحسن: المعنى في
(1) وزاد في هامش المطبوعة كما في المجمع وهكذا كنز العرفان ج 1 ص 147: ورواية حماد بن عثمان قال سألت أبا عبدالله عليه السلام ما النحر فرفع يديه إلى صدره فقال هكذا ثم رفعهما فوق ذلك فقال هكذا يعني استقبل بيديه القبلة في استفتاح الصلاة.
(2) المؤمنون: 177.
(3) الفقيه ج 1 ص 196.
(4) الوسائل الباب 9 من أبواب تكبيرة الاحرام الحديث: 7