زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص85
معناه الدعاء بأن يترحم عليه ويسلم، وفي رواية كعب الاحبار(1) إنا قد عرفنا السلام عليك يا رسول الله فكيف الصلاة؟ فقال: قولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم وظاهرها وجوب الصلاة والسلام عليه في الجملة، فيحتمل أن يكون الصلاة هي التي جزء التشهد، والسلام حال حياته، وقد يكون واجبا حينئذ، أو يكون مندوبا كما يسلم عليه في آخر الصلاة يقول السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته أو يقصد بالسلام المخرج عن الصلاة أو يكون بمعنى التسليم والانقياد كما قيل، ويحتمل وجوب الصلاة عليه كلما ذكر، كما دل عليه بعض الاخبار، وبالجملة لا يفهم وجوب غير ذلك.
قال في الكشاف: الصلاة عليه واجبة، وقد اختلفوا في حال وجوبها، فمنهم من أوجبها كلما جرى ذكره، وفي الحديث من ذكرت عنده فلم يصل علي فدخل النار فأبعده الله، هذه مروية من طرقنا(2) أيضا مع غيرها، ويروى أنه قيل: يا رسول الله أرأيت قول الله تعالى: ” إن الله وملائكته يصلون على النبي ” فقال عليه الصلاة والسلام: هذا من العلم المكنون، ولو لا أنكم سألتموني عنه، ما
(1) كذا في جميع النسخ، وهو سهو من طغيان قلمه الشريف، والصحيح كعب بن عجرة، راجع الوسائل الباب 35 من أبواب الذكر الحديث الثاني، مجمع البيان ج 8 ص 369، ورواه في مشكاة المصابيح ص 86، بلفظ آخر وقال: متفق عليه، وهكذا في المنتقى على ما في نيل الاوطار ج 2 ص 298، وقال رواه الجماعة، وقد روى مثل الحديث عن أبي حميد الساعدي كما في مشكاة المصابيح ص 86، وقال: متفق عليه، ونظيره عن أبي مسعود الانصاري رواه المنتقى على ما في نيل الاوطار ج 2 ص 294، قال رواه أحمد ومسلم والنسائي والترمذي وصححه وأبوداود (انظر ج 1 ص 225) وابن خزيمة وابن حبان و الدار قطني وحسنه والحاكم وصححه.والبيهقي وصححه، وفي بعض هذه الروايات: ” أمرنا الله أن نصلي عليك فاذا نحن صلينا عليك في صلاتنا نصلي عليك؟ ” انظر السراج المنير في شرح الجامع الصغير ج 3 ص 68.
(2) الوسائل الباب 10 من أبواب التشهد ح 3.ومثله عن السيوطي في الجامع الصغير على ما في السراج المنير ج 3 ص 35.