زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص82
لقوله صلى الله عليه وآله ” جعلت لي الارض مسجدا ” فلا يعبد فيها غيره، وقيل المسجد الحرام عبر [ عنه ] بالمساجد لانه قبلتها وهو بعيد، الله يعلم.
قيل السجدات(1) جمع مسجد بالفتح مصدرا، فالمراد يجب السجود لله، فلا يفعل لغيره.
السابعة: فسبح باسم ربك العظيم ومثلها: سبح اسم ربك الاعلى(2).
روي من طرق العامة أنه لما نزلت الاولى قال النبي صلى الله عليه وآله اجعلوها في ركوعكم، ولما نزلت الثانية قال: اجعلوها في سجودكم(3) ومن طرقنا(4) عن الصادق عليه الصلاة والسلام أنه يقول في الركوع سبحان ربي العظيم وفي السجود سبحان ربي الاعلى الفريضة واحدة والسنة ثلاثة، فالروايتان تدلان على كون الذكر الخاص فيهما، ولكن بحذف ” وبحمده ” وتدل غيرهما على زيادته وهي مقبولة كما ثبت في الاصول، وكذا على إجزاء مطلق التسبيح، بل مطلق الذكر وذلك غير بعيد، والاحتياط قولهما ثلاثا مع زيادة وبحمده.
الثامنة: ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا(5).
قال في مجمع البيان: في معناه أقوال أحدهما أن معناه لا تجهر باشاعة صلاتك عند من يؤذيك، ولا تخافت بها عند من يلتمسها منك عن الحسن، وروي أن النبي صلى الله عليه وآله كان إذا صلى فجهر في صلاته تسمع له المشركون فشتموه، وآذوه فأمره سبحانه بترك الجهر، وكان ذلك بمكة في أول الامر وبه قال سعيد بن جبير وروي عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام ولا يخفى بعده، فانه حينئذ لا معنى لقوله
(1) يعني قيل: المراد بالمساجد السجدات الخ.
(2) الواقعة: 74 و 96، والحاقة: 52.
(3) سنن أبي داود ج 1 ص 201.
(4) الوسائل ب 4 من أبواب الركوع الحديث الاول.
(5) أسرى: 110.