پایگاه تخصصی فقه هنر

زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص55

عنها، ويؤدوها في أوقاتها، ويقيموا أركانها، ويوكلوا نفوسهم بالاهتمام بها، و بما ينبغي أن يتم به أوصافها.

وأيضا قد وحدت أولا لتفاد الخشوع في جنس الصلاة أي صلاة كانت وجمعت آخرا لتفاد المحافظة على أعدادها، وهي الصلوات الخمس، والوتر والسنن المرتبة مع كل صلاة، وصلاة الجمعة، والعيدين والجنازة، والاستقساء، والكسوف، والخسوف، وصلاة الضحى، والتهجد، و صلاة التسبيح، وصلاة الحاجة وغيرها من النوافل أي اولئك الجامعون لهذه الاوصاف، هم الوارثون الاحقاء بأن يسموا وراثا دون من عداهم ثم ترجم الوارثين بقوله ” الذين يرثون الفردوس ” فجاء بفخامة وجزالة لارثهم لا يخفى على الناظر ومعنى الارث ما مر في سورة مريم(1).

أنث الفردوس على تأويل الجنة وهي البستان الواسع الجامع لانواع الثمر، وروي أن الله تعالى بنى جنة الفردوس لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، وجعل خلالها المسك الاذفر وفي رواية لبنة من مسك مذري، و غرس فيها من جيد الفاكهة، وجيد الريحان.

ففيها دلالة على الترغيب بمحافظة الصلوات بالمعنى المتقدم، وأنه لابد من محافظة جميعها حتى يكون موجبة لحصر إرث الفردوس، والخلود في المتصف بها بخلاف الخشوع، فانه يكفي في الواحدة أيها كانت كما ذكره صاحب الكشاف وإن جميع ما ذكره من الصلوات مرغوبة إلا صلاة الضحى فانها بدعة عندنا.

الثاني : في دلايل الصلوات الخمس وأوقاتها

وفيه آيات

الاولى: اقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر ان


(1) قال في سورة مريم في تفسير قوله تعالى:” ( تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا ) ” استعارة أي نبقى عليه الجنة كما يبقى على الوارث مال الموروث، ولان الاتقياء يلقون ربهم يوم القيامة قد انقضت أعمالهم وثمرتها باقية وهي الجنة، فاذا أدخلهم الله الجنة فقد أورثهم من تقواهم كما يورث الوارث المال من المتوفي.

منه رحمه الله.