پایگاه تخصصی فقه هنر

زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص44

الحالدية عشرة: واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال انى جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين(1).

الابتلاء هو الاختبار والامتحان والكلمات هي التكاليف الشاقة على بعض الاحتمالات مثل ذبح الولد وغيره من تكاليفه المذكورة في التفاسير، وقيل هي السنن الحنيفية العشر خمس في الرأس وخمس في البدن أما الرأس فالمضمضة، والاستنشاق والفرق، وقص الشارب، والسواك، وأما البدن فالختان، وحلق العلة، و تقليم الاظفار، ونتف الابطين والاستنجاء بالماء(2) ونسخ شريعة نبينا صلى الله عليه وآله شريعة من قبلنا لا ينافي إثبات بعض أحكامها لان المراد نسخ المجموع من حيث هو مجموع والاتمام هنا هو فعل التكاليف تاما، وعلى ما امر به، والامام: المقتدى به في أفعاله وأقواله، وهو أحد معنيي الامام في مجمع البيان وفي الكشاف هو اسم لمن يؤتم به كالازار لما يؤتزر به، يعني يأتمون بك في دينهم، والذرية هو النسل ومن يحصل من الشخص من الاولاد، والنيل هو الوصول والادراك، والعهد هو الامامة كما هو الظاهر وفي مجمع البيان وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام.

والظلم كأنه الفسق الذي يصير به الانسان غير عدل كما يفهم من الكشاف حيث قال فيه: وأنما ينال عهدي من كان عادلا بريئا من الظلم، وإذ ظرف اذكر المحذوف في أمثاله، والمخاطب هو نبينا صلى الله عليه وآله.

وإبراهيم مفعول وابتلى ” وربه ” فاعله، والضمير المضاف إليه راجع إلى إبراهيم و ” بكلمات ” متعلفة بابتلى وفاء فأتمهن للتعقيب وهو فعل ومفعول وفاعله ضمير إبراهيم، وفاعل قال ضمير الرب والياء اسم إن، وجاعل خبره: مضاف إلى الكاف الذي هو مفعوله الاول والثاني إماما، وللناس إما متعلق به أو بمقدر حال عن إماما، وضمير قال لابراهيم والواو للاستيناف ومن ابتدائية أو زائدة، لوجود زيادتها في المثبت، أو للتبعيض مفعول


(1) البقرة: 124.

(2) راجع تفسير البرهان ذيل الاية الشريفة، الوسائل ب 1 من أبواب السواك الحديث 23.