پایگاه تخصصی فقه هنر

زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص41

قيل: قذر يعاف عند العقول وإفراده لانه جنس أو لانه خبر للخمر، وخبر المعطوفات محذوف من جنسه، ويدل هو عليه: أو المضاف محذوف، وكأنه قيل إنما تعاطي الخمر الآية ويحتمل أن يكون خبرا عن كل واحد واحد ” من عمل الشيطان ” صفة رجس أو خبر آخر، نسب إليه لانه من تزيينه.

فاجتنبوه

يحتمل كون الضمير راجعا إلى كل واحد من المذكورات أو المنهي عنه المفهوم، أو الرجس، أو عمل الشيطان، أو التعاطي، ” لعلكم تفلحون ” لكي تفلحوا بالاجتناب عما نهى عنه، وفي الآية مبالغة زائدة من وجوه شتى في تحريم الخمر والميسر من جهة المقارنة بالاصنام التي عبادتها كفر، و الحصر بأنه ليس إلا الرجس، ثم كونه من عمل الشيطان.

ثم الامر بالاجتناب بعد ذلك كله والتصدير بانما والاشعار بأن شاربها لا يفلح ثم التأكيد ببيان ضررها بقوله ” إنما يريد الشيطان ” و ” فهل أنتم منتهون “(1) وبعده بالامر بطاعة الله ورسوله فيما أمرا به ونهيا عنه، والحذر.وغير ذلك فتأمل.

وفي الآية دلالة على تحريم تعاطي هذه الاشياء المذكورة في الخمر بالشرب قال في مجمع البيان الخمر عصير العنب المشتد وهو العصير الذي يسكر كثيره، ونقل عن ابن عباس أن المراد بالخمر جميع الاشربة التي تسكر ” والميسر ” أي القمار كله بلعبه ” والانصاب ” بالتعظيم والعبادة لها جمع نصب، وهو الصنم ” والازلام ” بالاستقسام وهي الاقداح والسهام كانوا يستقسمون به لحوم الجزور في الجاهلية ونهوا عنه وهو مشهور قال في مجمع البيان في الكلام حذف والمعنى شرب الخمر وتناوله أو التصرف فيه وعبادة الانصاب والاستقسام بالازلام ” رجس ” أي خبيث إلى قوله: والرجس واقع على الخمر وما ذكر بعدها.

وفي هذه الآية دلالة على تحريم سائر التصرفات في الخمر من الشرب والبيع


(1) والاية ذيل الاية السابقة هكذا: إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون، وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا الاية.