پایگاه تخصصی فقه هنر

زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص11

الدعابة لكثرة تواضعه، وقالوا: إنه كان فينا كأحدنا في زمان خلافته ويمشي في سوق الكوفة وينادي خلوا سبيل المؤمن المجاهد في سبيل الله ولانه الذي ثبت محبة الله له أي إرادة الله له بالهدى والتوفيق في الدنيا لما يحب ويرضى، وحسن الثواب في الآخرة ومحبته لله أي إرادة طاعته جميعها والتحرز عن معاصيه كلها.

ويؤيده ما روي من محبة الله تعالى ورسوله له ومحبته لله وللرسول في خبر الرآية قال الامام نور الدين علي بن محمد المكي المالكي في كتابه فصول المهمة في معرفة الائمة هذه عبارته: فصل في محبة الله تعالى ورسوله له وذلك أنه صح النقل في كثير من الاحاديث الصحيحة والاخبار الصريحة في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وآله قال يوم خيبر: لاعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله فبات الناس يخوضون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله كل منهم يرجو أن يعطاها فقال صلى الله عليه وآله: أين علي بن أبي طالب؟ فقيل يا رسول الله ! هو أرمد فقال فأرسلوا إليه فاتي به فبصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية، فقال علي عليه السلام: يا رسول الله اقاتل حتى يكونوا مثلنا؟ قال صلى الله عليه وآله: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الاسلام و أخبرهم بما يجب عليهم فيه، فو الله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم.

قال فمضى ففتح الله على يده.

وفي صحيح مسلم قال عمر بن الخطاب فما أحببت الامارة إلا يومئذ فتساوت له رجاء أن ادعى لها، قالت العلماء قوله ” فتساوت لها ” بالسين المهملة أي تطاولت لها و حرصت عليها حتى أبديت وجهي وتصديت لذلك ليتذكرني قالوا إنما كانت محبة عمر لها لما دلت عليه من محبة الله تعالى ورسوله ومحبتها له والفتح على يديه، قاله الشيخ عبدالله اليافعي(1) في كتابه المرهم انتهى كلامه.


(1) الشافعى خ واليافعى هو أبوالسعادات عفيف الدين عبدالله بن أسعد اليمنى نزيل الحرمين، له تأليفات كثيرة في التصوف واصول الدين والتفسير وغير ذلك توفى بمكة سنة 68؟ ودفن بباب المصلى إلى جانب الفضيل بن عياض