فقه القرآن-ج2-ص405
قال الزجاج : معناه انه بمنزلة من قتل الناس جميعا في أنهم خصومه في قتل ذلك الانسان .
قال الحسن : معناه تعظيم الوزر والاثم .
قال ابن مسعود : من قتل نفسا فكأنما قتل الناس عند المقتول ، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس عند المستقيد .
وقال ابن زيد : معناه ان يجب من القتل والقود مثلما يجب عليه لو قتلالناس جميعا ، ومعنى من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا من نجاها من الهلاك – مثل الغرق والحرق .
وقيل من عفا عن دمها وقد وجب القود عليها ، وقيل معناه من زجر عن قتلها بما فيه حياتها على وجه يفتدى به فيها ، بأن يعظم تحريم قتلها كما حرمه الله على نفسه فلم يقدم عليه فقد حيى الناس بسلامتهم منه وذلك احياؤه اياها ، وهو اختيار الطبري .
والله هو المحيى للخلق لا يقدر عليه غيره ، وانما قال أحياها على وجه المجاز ، يعني نجاها من الهلاك ، كما حكي عن نمرود ” أنا أحي وأميت ” فاستبقي واحدا وقتل الاخر .
والقول في ذلك أن يقال : أن الله تعالى شبه قاتل النفس بقاتل جميع الناس ومنجيها بمنجى جميع الناس ، وتشبيه الشئ بالشئ يكون من وجوه حقيقة ومجازا ، فيجب أن ينظر في التشبيه ههنا بماذا يتعلق ، فلا يجوز أن يكون شبه الفعل بالفعل ، لان قتل واحد لا يشبه قتل اثنين ، فلابد من أن يكون التشبيه في المعنى .
ولا يجوز أن يقال : شبه الاثم بالاثم والعقاب بالعقاب ، لان الذي يحاسب على الفتليل والقطمير ويتمدح بأنه لا يظلم مثقال حبة من خردل يمنع غناه