فقه القرآن-ج2-ص384
جاز خبط خبط عشواء ، فلينظروا إلى الملحد الملهد ( 1 أعمى البصر والبصيرة ضل عن حكمة الله بجهله فرآها مناقضة ثم نظم خبث عقيدته لصفاقة وجهه وقلة مبالاته بالدين ، فقال ( 2 : يد بخمس مائين من عسجد فديت
ما بالها قطعت في ربع دينار تناقض مالنا الا السكوت له
نعوذ بالله مولانا من النار ( 3 وقد كان الائمة المعصومون عليهم السلام كشفوا وجه الحكمة في ذلك ورووا عن جدهم النبي الامي صلى الله عليه وآله ما هو دواء العليل وشفاء الغليل ، ونظم السيد الامام الكبير ابو الرضا الراوندي قدس الله سره مجيبا لذلك المعري : الله قومها تقويم خمس مئى
زجرا لقاطعها دفعا لا ضرار وقد رأى قطعها في الربع مصلحة
في حفظ مال الورى يا أيها الزارى ( 4 وقد هذى المعرى أيضا فقال : هذا النبي الذي جبريل جادله
بالوحي والله أولى خلقه المنحا ولى سيوف الاعادي هاج شيعته
وكان يكره في أسنانها فلحا فأجبته وقلت : يا من تحمل خسرانا وما ربحا
هذا النبي لقد أسدى وقد نصحا لنصرة الدين سام العز وأمته
وللطهارة فيهم أنكر الفلحا ( فصل ) أما قوله تعالى ” فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فان الله يتوب عليه ” ( 5 فانه
1 ) أي المزرى بالشريعة ، قال ابو زيد : ألهدت به أزريت به ” ج ” .
2 ) يريد به ابا العلاء احمد بن عبد الله بن سليمان المعرى المتوفى سنة 449 .
3 ) انباه الرواة 1 / 75 وروايته ” بخمس مئ ” و ” وان نعوذ بمولانا ” .
4 ) لم يذكر في ديوان الراوندي .
5 ) سورة المائدة : 39 .