پایگاه تخصصی فقه هنر

فقه القرآن-ج2-ص285

انها تأكل الحامض والمر فيجعله الله تعالى عسلا حلوا لذيذا فيه شفاء للناس .

واكثر المفسرين على أن الهاء راجعة إلى العسل ، وهو الشراب الذي ذكر أن فيه شفاءا من كثير من الامراض .

وانما قال ” من بطونها ” وهو خارج من فيها لان العسل يخلقه الله في بطن النحل ثم يخرجه إلى فيه ثم يخرجه من فيه ، ولو قال من فيها لظن أنها تلقيه من فيها وليس بخارج من البطن .

وقال الرضي في كتاب مجاز القرآن : ان العسل عند المحققين من العلماء غير خارج من بطون النحل ، وانما تنقله بأفواهها من مساقطه ومواقعه من اوراق الاشجار وأصناف النبات ( 1 ، لانه يسقط كسقوط الندى في أماكن مخصوصة وعلى أوصاف معلومة ، والنحل ملهمة بتتبع تلك المساقط [ وتعهد تلك المواقع ] ( 2 فتنقل العسل بأفواهها إلى المواضع المعدة لها ، قال تعالى ” يخرج من بطونها ” والمراد من جهة بطونها وجهة بطونها أفواهها ، وهذا من غوامض البيان وشرائف الكلام ( 4 .

وقال امير المؤمنين عليه السلام : اشربوا ماء السماء فانه يطهر البدن ويدفع الاسقام ، قال تعالى ” وينزل عليكم من السماء ماءا ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان ” ( 4 .

وجاء رجل فشكى إليه وجع البطن فقال عليه السلام : ألك زوجة ؟ قال : نعم .

قال : استوهب منها درهما من صداقها بطيبة نفسها من مالها واشتر به عسلا واسكب عليه من ماء السماء ثم اشربه .

ففعل الرجل فبرء ، فسئل عليه السلام عن ذلك فقال سمعت الله تعالى يقول في كتابه ” فان طبن لكم عن شئ منه نفسا

1 ) في المصدر ” وأضغاث النبات ” .

2 ) الزيادة من المصدر .

3 ) تلخيص البيان ص 193 .

4 ) سوة الانفال : 11 .

والحديث في الكافي 6 / 387 .