فقه القرآن-ج2-ص281
الطعام ، كما قال الشاعر :
جعلت عين الاكرمين سكرا ( 1
أي طعما .
الثالث المصدر من قولك سكر سكرا ، وأصله انسداد المجاري بما يلقى فيها ومنه السكر ، وهو القسم الرابع ( 2 .
على أنه كان يقتضي أن يكون كل ما أسكر منه يكون حلالا ، وذلك خلاف الاجماع ، لانهم يقولون القدر الذي لا يسكر هو المباح ، وكان يلزم على ذلك أن يكون الخمر مباحا ، وذلك لا يقوله أحد من المسلمين .
ويلزم أن يكون النقيع حلالا ، وذلك خلاف الاجماع .
( باب )
حدث علي بن يقطين قال : سأل المهدي الخليفة أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام عن الخمر أهي محرمة في كتاب الله تعالي ، فان الناس انما يعرفون النهي [ عنها ] ولا يعرفون التحريم [ لها ] .
فقال له أبو الحسن : هي محرمة في كتاب الله تعالى .
فقال : في أي موضع هي محرمة في كتاب الله تعالى يا ابا الحسن ؟ فقال : قول الله تعالى ” قل انما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم ” ( 3 ،
وأشد السكر الطعام جعلت اعراض الكرام سكرا ، أي جعلت دمهم طعما لك .
وقال الزجاج : هذا بالخمر أشبه منه بالطعام ، والمعنى يتخمر بأعراض الكرام ، وهو أبين مما يقال للذى يتبرك في أعراض الناس .
وقال بعض المفسرين : السكر الخل في التنزيل هذا شئ لا يعرفه اهل اللغة ” منه ” .
1 ) رواية التبيان ” عيب الاكرمين ” .
وفى اللسان ” جعلت اعراص الكرام سكرا ” .
2 ) من قوله ” والسكر في اللغة ” إلى هنا منقول من البيان 6 / 401 مشوها ، وفيه : الثالث السكون ، قال الشاعر ” وجعلت عين الحرور تسكر ” ، والرابع المصدر .
3 ) سورة الاعراف : 31