پایگاه تخصصی فقه هنر

فقه القرآن-ج2-ص279

والخمر محرمة على لسان كل نبي وفي كل كتاب نزل ، وان تحريمها لم يكن متجددا ، فإذا انقلبت الخمر خلا بنفسها أو بفعل آدمي إذا طرح فيها ما ينقلب إلى الخل حلت .

ثم قال ” ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا ” ( 1 .

قال ابن عباس : انه لما نزل تحريم الخمر قال الصحابة : كيف بمن مات من اخواننا وهو يشربها من قبل ، فأنزل الله الاية وبين أنه ليس عليهم في ذلك شئ إذا لم يكونوا عالمين بتحريمها وقد كانوا مؤمنين عاملين للصالحات ثم يتقون المعاصي وجميع ما حرم الله عليهم .

والصحيح أن معناه ليس على المؤمنين اثم ولا حرج في أكل طيبات الدنيا إذا أكلوها من الحلال ، ودل على هذا المعنى بقوله ” إذا ما اتقوا وآمنوا ” .

وتكرار الاتقاء انما حسن لان الاول المراد به اتقاء المعاصي ، الثاني الاستمرار على الاتقاء ، الثالث اتقاء مظالم العباد .

( فصل ) أما قوله تعالى ” وان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم ” إلى قوله ” ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ” ( 2 قال قوم ممن لا يؤبه بهم استدلوا بهذه الاية على تحليل النبيذ ، بأن قالوا أمتن الله علينا وعدد من جملة نعمه علينا أن خلق الله لنا الثمار التي نتخذ منها السكر والرزق الحسن ، وهو سبحانه وتعالى لا يمتن بما هو محرم .

وهذا لا دلالة لهم فيه لامور :

1 ) سورة المائدة : 93 .

2 ) سورة النحل : 66 – 67