فقه القرآن-ج2-ص216
علمتم فيهم خيرا ( 1 ومعناه ان للانسان إذا كان له أمة أو عبد يطلب المكاتبة ، وهي أن يقوم على نفسه وينجم عليه [ ليؤدي قيمة نفسه إليه ، فانه يستحب لسيده أن يجيبه إلى ذلك ويساعده عليه ] ( 2 ، لدلالة قوله ” فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا ” وهذا أمر ترغيب عند الفقهاء ، وأما عند الطبري وعمر بن دينار وعطاء هو واجب عليه إذا طلب .
والمكاتبة على ضربين : مشروط ومطلق .
فصورة الكتابة المطلقة أن يقول الانسان لعبده أو أمته : قد كاتبتك على أن تعطيني كذا وكذا دينارا أو درهما في نجوم معلومة ( 3 على انك إذا أديت ذلك فأنت حر ، فيرضى العبد ويكاتبه عليه ، ويشهد بذلك على نفسه .
فمتى أدى مال الكتابة في النجوم التي سماها صار حرا ، فان عجز عن أداء ذلك ينعتق بحساب ما أدى ويبقى مملوكا بحساب ما بقي عليه .
وان كانت الكتابة مشروطة ، وهى أن يقول لبعده في حال المكاتبة : متى عجزت عن أداء قيمتك فأنت رد في الرق ولى جميع ما أخذت منك .
فمتى عجز عن ذلك – وحد العجز هو أن يؤخر نجما إلى نجم أو يعلم من حاله أنه لا يقدر على أداء ثمنه – فانه يرجع رقا وجاز لمولاه رده إلى الرق .
وقوله تعالى ” ان علمتم فيهم خيرا ” الخير الذي يعلم منه هو القوة على التكسب بحيث يحصل به مال الكتابة .
وقال الحسن : معناه ان علمتم منهم صدقا .
وقال ابن عباس وعطا : ان علمتم لهم مالا .
وقال ابن عمر : ان علمتم فيهم قدرة على التكسب ، قال لانه إذا لم يقدر على ذلك أطعمني أوساخ أيدي الناس .
1 ) سورة النور : 33 .
2 ) الزيادة من ج .
3 ) النجوم المعلومة هي الدفعات التى يتوافقان على اعطاء المال فيها ، فان النجم الوقت المضروب ، ويقال نجمت المال إذا أديته نجوما .