فقه القرآن-ج2-ص118
( فصل ) وقوله تعالى ” يا أيها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا ” ( 1 الاية .
فقد فرض الله على نبيه صلى الله عليه وآله أن يخير نساءه بين المقام معه على ما يكون من أحوال الدنيا وبين مفارقته بالطلاق وتعجيل المنافع ، فقد روي فيسببه أن كل واحدة من نسائه طلبت شيئا منه فلم يقدر على ذلك ، لانه لما خيره الله تعالى في ملك الدنيا فاختار الاخرة فأمره الله بتخيير النساء فاخترن الله ورسوله ( 2 .
وروي في سبب ذلك أن بعض نسائه طلبت منه حلقة من ذهب فصاغ لها حلقة من فضة وطلاها بالزعفران ، فقالت : لا أريد الا من ذهب ، فاغتم لذلك النبي عليه السلام ، فنزلت الاية فصبرن على الفاقة والضر ، فأراد الله تعالى أن يكافئهن في الحال فأنزل ” لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ” ( 2 الاية ، ثم نسخت بعد مدة بقوله ” انا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن ” يعني أعطيت مهورهن ، لان النكاح ينفك من المهر .
والايتاء قد يكون بالاداء وقد يكون بالالتزام ، وأحللنا لك ما ملكت يمينك من الاماء أن تجمع منهن ما شئت ، وأحللنا لك بنات عمك أن تعقد عليهن وتعطيهن مهرهن .
ثم قال ” وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي ” يعني وأحللنا لك المرأة إذا وهبت نفسها لك إذا أردتها ورغبت فيها .
[ عن ابن عباس : لا تحل لك امرأة بغير مهر وان وهبت نفسها الا للنبي عليه السلام خاصة ] ( 4 .
1 ) سورة الاحزاب : 28 .
2 ) اسباب النزول ص 242 .
3 ) سورة الاحزاب : 52 .
4 ) الزيادة من م .