فقه القرآن-ج2-ص42
( باب آداب التجارة ) قال الله تعالى ” يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الارض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ” ( 1 .
فندب تعالى إلى الانفاق من طيب الاكتساب ، ونهى عن طلب الخبيث للمعيشة به والانفاق ، فمن لم يتفقه لم يميز بين العقود الصحيحة والفاسدة ولم يعرف فرق ما بين الحلال والحرام من الكسب ، فلم يكن مجتنبا للخبيث من الاعمال .
وينبغي للتاجر إذا عامله مؤمن ألا يربح عليه الا في حال الضرورة ، ويقنع بما لابد له من اليسير مع الاضطرار أيضا .
قال تعالى ” خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين ” ( 2 أمر الله نبيه عليه السلام أن يأخذ مع الناس بالعفو ، وهو التساهل فيما بينه وبينهم ، وأن يترك الاستقصاء عليهم في ذلك .
وهذا يكون في مطالبة الحقوق الواجبة لله وللناس وفي غيرها ، وهو في معنى الخبر عن النبي عليه السلام : رحم الله سهل القضاء سهل الاقتضاء بائعا ومشتريا .
ولا ينافي ذلك أن لصاحب الحق والديون وغيرها استيفاء الحق وملازمة صاحبه حتى يستوفيه ، لان ذلك مندوب إليه دون أن يكون واجبا .
” وأمر بالعرف ” أي المعروف ، وهو كل ما حسن في العقل فعله أو في الشرع ” وأعرض عن الجاهلين ” [ أمر بالاعراض عن السفيه الذي ان بايعه
1 ) سورة البقرة : 267 .
2 ) سورة الاعراف : 199 .