فقه القرآن-ج2-ص10
ثم قال ” وهل أتاك نبأ الخصم ” هذا خطاب من الله لنبيه عليه السلام ، وصورته صورة الاستفهام ومعناه الاخبار بما كان من قصة داود من الحكومة بينالخصمين ، وتنبيهه على موضع تركه بعض ما يستحب له أن يفعله .
والنبأ الخبر بما يعظم حاله ، والخصم هو المدعي على غيره حقا من الحقوق المتنازع له فيه .
ويعبر به عن الواحد والاثنين والجمع بلفظ واحد ، لان أصله المصدر .
ولذلك قال ” إذ تسوروا المحراب ” لانه أراد المدعي والمدعى عليه ومن معهما ، فلا يمكن أن يتعلق به في أن أقل الجمع اثنان لما قال ” خصمان بغى بعضنا على بعض ” ، لانه أراد بذلك الفريقين ، أي نحن فريقان خصمان ، أي يقول ما يقول خصمان ، لانهما كان ملكين ولم يكونا خصمين ولا بغى أحدهما على الاخر ، وانما هو على المثل .
” فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط ” معناه ولا تجاوز الحق ولا تجر ولا تسرف في حكمك بالميل مع أحدنا على صاحبه ، وأرشدنا إلى قصد الطريق الذي هو طريق الحق ووسطه .
فصل
) ثم حكى سبحانه ما قال أحد الخصمين لصاحبه ، فقال ” ان هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها ” ( 1 قال وهب : يعنى أخي في دينى ، وقال المفسرون : انه كنى بالنعاج عن تسع وتسعين امرأة كانت له وان الاخر له امرأة واحدة .
وقال الحسن : لم يكن له تسع وتسعون نعجة وانما هو على وجه المثل .
وقال أبو مسلم : أراد النعاج بأعيانها .
وهو الظاهر ، غير أنه خلاف أقوال المفسرين .
1 ) سورة ص : 23