پایگاه تخصصی فقه هنر

فقه القرآن-ج1-ص423

هذه الاية .

روي أنها لما نزلت أمر رسول الله صلى الله عليه وآله ان يستحلفوهما ، بأن يقولا : والله ما قبضنا له غير هذا ولاكتمناه ، ثم ظهر على اناء من فضة منقوشمذهب معهما ، فقالوا : هذا من متاعه .

فقالا : اشتريناه منه .

فارتفعوا إلى رسول الله فنزل قوله ( فان عثر على انهما استحقا اثما فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق ) ، فأمر رسول الله رجلين من اهل الميت أن يحلفا على ما كتما وغيبا ، فحلف عبد الله بن عمر والمطلب بن ابى وداعة ، فاستحقا .

ثم ان تميما أسلم وبايع رسول الله ، لفكان يقول : صدق رسول الله وبلغ رسول الله ، أنا أخذت الاناء ( 1 ) .

ومعنى ( عثر ) ظهر عليه ، تقول : عثرت على خيانته ، وأعثرت عينى على خيانته ، وأعثرت غيرى على خيانته أي أطلعته .

ومنه قوله ( وكذلك أعثرنا عليهم ) ( 2 ) وأصله الوقوع بالشئ .

وقوله ( على أنهما ) يعنى ان الوصيين المذكورين أولا في قوله ( اثنان ) في قوله ابن جبير ، وقال ابن عباس على الشاهدين استحقا اثما ، بمعنى خانا وظهر وعلم منهما ذلك ( فآخران يقومان مقامهما ) يعنى من الورثة في قول ابن جبير ( من الذين استحق عليهم الاوليان ) .

وقيل في قوله ( الاوليان ) ثلاثة أقوال : أحدهما الاوليان بالميت عن ابن جبير ، الثاني قال ابن عباس الاوليان بالشهادة وهي شهادة الايمان .

الثالث قال الزجاج الاوليان أن يحلفا من غيرهما ، وهما النصرانيان .

ويقال هو الاولى بفلان ثم حذف بفلان فيقال هو الاولى وهذان الاوليان ، كما يقال هو الاكبر بمعنى الكبير وهذان الاكبر ان .

( 1 ) تفسير البرهان 1 / 508 .

( 2 ) سورة الكهف : 2