پایگاه تخصصی فقه هنر

فقه القرآن-ج1-ص411

أمر بعده المؤمنين بهذه الاية ان يلزموا العدل وأن يكونوا قوامين بالقسط ، أي العدل ( شهداء لله ولو على أنفسكم ) يعني ولو كانت شهادتكم عى أنفسكم أو على آبائكم وأمهاتكم أو على أقرب الناس اليكم ، وقوموا فيها بالعدل وأقيموا على صحتها وقولوا فيها بالحق ولا تميلوا فيها لغنى غني ولافقر فقير فتجوروا ، فان الله ساوى بين الغني والفقير فيما ألزمكم من اقامة الشهادة لكل واحد منهما في ذلك وفى غيره من الامور كلها منكم ( فلا تتبعوا الهوى ) في الميل في شهادتكم إذا قمتم بها لغني أو فقير إلى أحدهما ( فتعدلوا عن الحق ) أي تجوروا عنه وتضلوا ولكن قوموا بالقسط وأدوا الشهادة على ما أمركم الله بأدائها بالعدل لمن شهدتم عليه وله .

ونصب ( شهداء ) على الحال من الضمير في قوله ( قوامين ) ، وهو ضمير ( الذين آمنوا ) .

ويجوز أن يكون خبرا ثانيا لكونوا ، كقولهم ( هذا حلو حامض ) .

ويجوز أن يكون صفة للقوامين ، والمعنى كونوا قوامين بصفة من يصلح أن يكون شهيدا على سائر عباده .

( فصل ) فان قيل : كيف تكون شهادة الانسان على نفسه حتى يأمر الله بذلك ؟ قلنا : بأن يكون عليه حق لغيره فيقر له به ولا يجحده ، فأدب الله المؤمنين أن لا يفعلوا ما فعله الذين عذروا بنى أبيرق في سرقتهم ما سرقوا أو خيانتهم ما خانوا واضافتهم ذلك إلى غيرهم – فهذا الذي اختاره الطبري ونذكر في باب القضايا .

وقال السدي : انما نزلت وقد اختصم رجلان إلى عند رسول الله صلى الله عليه وآله غني وفقير ، فكان عليه السلام مع الفقير لظنه أن الفقير لا يظلم الغنى ، فأبى سبحانه الا القيام بالقسط في أمر الغنى والفقير ، فقال تعالى ( ان يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما )