پایگاه تخصصی فقه هنر

فقه القرآن-ج1-ص401

قيل : لما كان الضلال سببا للاذكار والاذكار مسببا عنه وهم ينزلون كل واحد من السبب والمسبب بمنزلة الاخر لالتباسهما واتصالهما كانت ارادة الضلال المسبب عنه الاذكار عنه ارادة للاذكار ، فكأنه قيل ارادة أن تذكر احداهما الاخرى ان ضلت .

ونظيره قولهم : أعددت الخشبة ان يميل الحائط فأدعمه ، وأعددت السلاح ان يجئ عدو فأدفعه .

وقوله تعالى ( ممن ترضون من الشهداء ) فيه ذكر يعود إلى الموصوفين اللذين هما ( فرجل وامرأتان ) ، ولايجوز أن يكون فيه ذكر لشهيدين المقدم ذكرهما ، لاختلاف اعراب الموصوفين .

ألا ترى أن ( شهيدين ) منصوبان و ( رجل وامرأتان ) اعرابهما الرفع .

وإذا كان كذلك علمنا أن الوصف الذي هو ظرف انما هو وصف لقوله ( فرجل وامرأتان ) دون من تقدم ذكرهما من الشهيدين .

وقوله ( أن تضل ) لا يتعلق بقوله ( واستشهدوا ) ولكن يتعلق أن بفعل مضمر يدل هو عليه ، أي واستشهدوا رجلا وامرأتين أن تضل احداهما فتذكر احداهما الاخرى .

وقيل تقديره فرجل وامرأتان ، ويكون يشهدون خبر المبتداء ، والمفعول الثاني من ذكر محذوف ، تقديره فتذكر احداهما الاخرى شهادتهما .

وقراءة حمزة على الشرط ان تضل احداهما فتذكر احداهما بالرفع والتشديد كقوله ( ومن عاد فينتقم الله منه ) ، والشرط والجزاء وصف المرأتين ، لان الشرط والجزاء جملة يوصف بها كما يوصل بها في قوله ( الذين ان مكناهم في الارض ) ( 1 ) الاية .

وقال أبو عبيدة معنى ( ان تضل ) ان تنسى ، نظيره ( فعلتها إذا وانا من الضالين ) ( 2 ) أي نسيت وجه الامر .

( 1 ) سورة الحج : 41 .

( 2 ) سورة الشعراء