فقه القرآن-ج1-ص383
( وان تصدقوا خير لكم ) ندب إلى أن يتصدقوا برؤس أموالكم وبديونكم كلها على من أعسر من غرمائكم أو ببعضها ، [ لقوله ( وان تعفوا أقرب للتقوى ) ( 1 ) .
وقيل أريد بالتصدق الانظار ] ( 2 ) لقوله عليه السلام : لا يحل دين رجل مسلم فيؤخره الا كان له بكل يوم صدقة .
( ان كنتم تعلمون ) انه خير لكم فتعلموا به ، جعل من لا يعلم به وان علمه كان لا يعلمه ، والصدقة أحسن لقوله ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء ) ( 3 ) .
وسأل ابا الحسن الرضا عليه السلام رجل فقال : ان الله تعالى يقول ( وان كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة ) أخبرني عن هذه النظرة التي ذكرها الله في كتابه لهاحد يعرف به إذا صار المعسر إليه لابد له من أن ينظر وقد أخذ مال هذا الرجل وأنفقه على عياله وليس له غلة ينتظر ادراكها ولادين ينتظر محله ولا مال غائب ينتظر قدومهقال : نعم ينتظر بقدر ما ينتهي خبره إلى الامام فيقضي عنه ما عليه من سهم الغارمين إذا كان أنفقه في طاعة الله ، وان كان أنفقه في معصية الله فلا شئ له على الامام .
[ قيل : فان لم يعلم ] ( 4 ) فيما أنفقه أفي طاعة الله أم في معصيته .
قال : يسعى له في ماله فيرده عليه وهو صاغر ( 5 ) .
( باب القرض )
قال الله تعالى ( ان تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم ) ( 6 ) الاية ،
( 1 ) سورة البقرة : 237 .
( 2 ) الزيادة من م .
( 3 ) سورة البقرة : 261 .
( 4 ) في المصدر بدل هذه الجملة ( قلت : فما لهذا الرجل الذى ائتمنه وهو لا يعلم ) .
( 5 ) الكافي 5 / 93 .
( 6 ) سورة التعابن : 17