فقه القرآن-ج1-ص321
والثالث – هو المتشابه ، وهو ما يشترك لفظه بين معنيين وأكثر ، وكل واحد منهما يجوز أن يكون مرادا ، فحكمه أن يحمل على جميع محتملاته في اللغة ، الا أن يمنع دليل من حمله على وجه منها ، ولا نقطع على مراد الله فيه الا بنص من رسوله .
وأفعال عمرة الاسلام الواجبة ثمانية : النية ، والاحرام ، والتلبية ، والطواف والسعي ، وطواف النساء ، وركعتا طواف له ( 1 ) .
هذا إذا كانت العمرة غير التى يتمتع بها إلى الحج ، فان كانت مما يتمتع بها فليس فيها طواف النساء ولا ركعتاه ويجب بعد السعي فيه التقصير .
فصل
) واعلم أن عندنا وعند الشافعي العمرة واجبة كوجوب حجة الاسلام ، لان الله قال ( وأتموا الحج والعمرة لله ) ، فكأنه قال : وأتموا الحج وأتموا العمرة .
واختلفوا في معنى اتمامها ، فقال مجاهد والمبرد والجبائي انه يجب اجراء أعمالهما بعد الدخول فيهما ، وقال ابن جبير وعطاء والسدي ان معناه اقامتهما إلى آخر ما فيهما لانهما واجبان ، وقال طاوس اتمامهما افرادهما .
وقال اهل الكوفة : العمرة مسنونة .
فمن قال انها غير واجبة قال لان الله أمر باتمام الحج ، واتمام الحج وجوب اتمامه لا يدل على أنه واجب قبل ذلك ، كما أن الحج المتطوع به يجب اتمامه وان لم يجب أولا الدخول فيه .
قالوا : وانما علمنا وجوب الحج بقوله ( ولله على الناس حج البيت ) الاية .
واجماع الفرقة المحقة على أن عمرة الاسلام واجبة كحجة الاسلام ، وقد
( 1 ) المذكور هنا من الافعال سبعة اشياء ، وفى التبصرة ص 77 : وأفعالها : النية ، والاحرام ، والطواف ، وركعتاه ، والسعى ، وطواف النساء ، وركعتاه ، والتقصير أو الحلق .