فقه القرآن-ج1-ص318
به الحصر ، واحصره عرضه للحصر ، ونظيره حبسه أي جعله في الحبس ، واحبسه اي عرضه للحبس ، واقتله عرضه للقتل ، وقتله فعل به ، وقبره واقبره .
وفى اصل الهدى قولان : احدهما انه من الهديه ، فعلى هذا انما يكون هديا لاجل التقرب به إلى الله باخلاص الطاعة فيه على ما امر به ، وواحده هدية كتمرةوتمر ، وجمع الهدي هدي على فعيل ، كما يقال عبد وعبيد .
والقول الاخر انه من هداه إذا ساقه إلى الرشاد ، فسمي هديا لانه يساق إلى الحرم الذى هو موضع الرشاد ( 1 ) .
والهدي يكون من ثلاثة الانواع : جزور ، أو بقرة ، أو شاة .
وايسرها شاة ، وبينا انه هو الصحيح .
( فصل ) وقوله تعالى ( ان الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام ) ( 2 ) أي وهم يصدون ، فالمعنى ومن شأنهم الصد ، أي ان الذين كفروا فيما مضى وهم الان يصدون عن الحج والعمرة وعن طاعة الله والمسجد الحرم الذي جعلناه للناس منسكا ومتعبدا لم يخص به بعضا دون بعض ( سواء العاكف فيه والباد ) فالمعتمر فيه والذي ينتابه من غير أهله مستويان في سكناه والنزول به ، فليس أحدهما أحق بالنزول فيه من الاخر ، غير أنه لا يخرج احد من بيته .
وقيل ان كراء دور مكة وبيعها حرام .
والمراد بالمسجد الحرام الحرم كله ، لقوله تعالى ( أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام ) ( 3 ) ، والظاهر أنه غير المسجد ، وكان المشركون يمنعون المسلمين عن الصلاة
( 1 ) انظر تفصيل ذلك في معجم مقاييس اللغة 6 / 42 .
( 2 ) سورة الحج : 25 .
( 3 ) سورة الاسراء : 1 .