فقه القرآن-ج1-ص260
على تحصيله خيلا ولا تعبتم في الاقتتال عليه ولكن سلط الله رسوله على مال بنى النضير ونحوه ، فالامر فيه مفوض إليه يضعه حيث يشاء ، يعنى أنه لا يقسم قسمة الغنائم التى قوتل عليها ، وذلك أنهم طلبوا القسمة فنزلت الاية .
ثم قال ( ما أفاء الله على رسوله ) ولم يدخل الواو العاطفة لانه بيان للجملة الاولى ، فالجملة الاخيرة غير أجنبية عنها ، بين لرسول الله ما يصنع بما أفاء الله عليه وان كان هو حقه نحلة من الله في هذه الاية وفي قوله ( وآت ذا القربى حقه ) .
( مسألة ) وعن زرارة ومحمد بن مسلم أنهما قالا لابي عبد الله عليه السلام : أرأيت قول الله ( انما الصدقات للفقراء والمساكين ) الاية ، أكل هؤلاء يعطى وان كان لا يعرف ؟ فقال : ان الامام يعطي هؤلاء جميعا لانهم يقرون بالطاعة ، وانما يعطى من لا يعرف ليرغب في الدين فيثبت عليه ، فأما اليوم فلا تعطيها أنت وأصحابك الا من تعرف ، فمن وجدت من هؤلاء المسلمين عارفا فاعطه دون الناس ( 1 ) .
( مسألة ) فان قيل : كيف قال (وفى الرقاب) بعد قوله ( وآت المال على حبه ذوي القربى ) ولا يقال اتى المال فيه .
قلنا : المفعول محذوف ، والتقدير وآت في فك الرقاب سيدهم وفى حق الغارمين أصحاب ديونهم ولا تعطى المملوك المال ينفق على نفسه وانما يعطى ليدفع إلى مولاه فينعتق ، سواء كان مكاتبا أو مملوكا .
( 1 ) تفسير البرهان 2 / 135 .