فقه القرآن-ج1-ص248
وللرسول ولذي القربى واليتامى وابن السبيل ) الاية ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله لجبرئيل عليه السلام : لمن هذا الفئ ؟ فأنزل الله قوله ( وآت ذا القربى حقه ) ( 1 ) فاستدعى النبي صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام فأعطاها فدكا وسلمها إليها ، فكان وكلاؤها فيها طول حياة النبي من عند نزولها ، فلما مضى رسول الله أخذها أبو بكر ولم يقبل بينتها ولا سمع دعواها ، فطالبت بالميراث لان من له حق إذا منع من وجه جاز له أن يتوصل إليه بوجه آخر ، فقال لها : سمعت رسول الله يقول ( نحن معاشر الانبياء لا نورث ما تركناه صدقة ) فمنعها الميراث بهذا الكلام ، وهذا مشهور .
وروى علي بن أسباط قال : لما ورد أبو الحسن موسى عليه السلام على المهدى الخليفة وجده يرد المظالم فقال : ما بال مظلمتنا لا ترد ؟ فقال : ما هي يا ابا الحسن ؟ فقال : ان الله لما فتح على نبيه فدك وما والاها ولم يوجف عليها بخيل ولا ركاب فأنزل الله على نبيه ( وآت ذا القربى ) فلم يدر رسول الله من هم ، فراجع في ذلك جبريل ، فسأل الله عن ذلك ، فأوحى الله إليه أن ادفع فدكا إلى فاطمة ، فدعاها رسول الله فقال لها : يا فاطمة ان الله أمرنى أن ادفع اليك فدك .
فقالت : قد قبلت يا رسول الله من الله ومنك .
فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول الله ، فلما ولي أبو بكر أخرج عنها وكلاءها ، فأتته فسألته أن يرد عليها ، فقال ايتنى بأسود أو احمر ، فجاءت بأمير المؤمنين والحسن والحسين وأم ايمن ، فشهدوا لها فكتب بترك التعرض ، فخرجت والكتاب معها ، فلقيها عمر فقال : ما هذا معك يا بنت محمد ؟ قالت : كتاب كتبه لي ابن ابي قحافة .
قال : فأرينه ، فأبت فانتزعه من يدها فنظر فيه ثم تفل فيه ومحاه وخرقه وقال : هذا لان أبيك لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب ، وتركها ومضى .
فقال له المهدي : حدها ، فحدها فقال : هذا كثير وأنظر فيه ( 2 ) .
( 1 ) سورة الاسراء : 26 .
( 2 ) تفسير البرهان 2 / 414 .