فقه القرآن-ج1-ص174
الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) ( 1 ) الاية .
فأوضح بها عن بقية تفسير الاجمال فيما أنزله أولا من فرض الصيام وبين أنه في أيام معدودات يجب فعله في شهر على التمام بما ذكر في العدة من فرض الكمال ، وحظر ما كان أباحه من قبل من الافطار للفدية مع طاقة الصيام ، بالزامه الفرض للشاهد في الزمان مع السلامة من العلل والامراض ، واكد خروج المرضى والمسافرين من فرضه في الحال بتكرار ذكرهم للبصيرة والبيان ، وأبان عن علة خروجهم بما وصف من أرادتهم به تعالى لهم اليسر وكراهة العسر عليهم زيادة منه في البرهان .
وجاء في التفسير أن ما جاء في القرآن ( يا ايها الذين آمنوا ) [ فانها مدنية وما فيه ( يا ايها الناس ) ] ( 2 ) مكية .
والصوم شرعا امساك مخصوص عن اشياء مخصوصة ، ومن شرط انعقاده النية ، ولان تفسير الصوم بالصبر أولى ، لقوله تعالى ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) ( 3 ) ، فقد قال المفسرون ان الصبر في الاية هو الصوم ، ولا يوهم أنه ترك .
( باب في تفصيل ما اجملناه ) قوله تعالى ( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ) .
وفيه ثلاثة أقوال : أحسنها أنه كتب عليكم صيام أيام ، وكما محله نصبصفة مصدر محذوف ، أي فرض عليكم فرضا مثلما فرض على الذين من قبلكم .
( 1 ) سورة البقرة : 185 .
( 2 ) الزيادة من ج .
( 3 ) سورة البقرة : 45 .