فقه القرآن-ج1-ص101
بالديانة هو التقرب إلى الله بعملها مع ارتفاع الشوائب ، والتقرب لا يصح الا بالعقد عليه والنية له ببرهان الدلاة .
وروي عن الرضا عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : لا قول الا بعمل ، ولا قول ولا عمل الا بنية ، ولا عمل ولا نية الا باصابة السنة ، ومن تمسك بسنتى عند اختلاف أمتي كان له أجر مائة شهيد ( 1 ) .
ومحل النية القلب ، وذلك لان النية هي الارادة المخصوصة التي تؤثر في وقوع الفعل على وجه دون وجه ، ولا يكون من فعل غيره ، وبها يقع الفعل عبادةوواقعا موقع الوجوب أو الندب ، وقد قال النبي عليه السلام ( الاعمال بالنيات ) ( 2 ) .
ولا يجوز في تكبيرة الافتتاح الا قول ( الله اكبر ) مع القدرة عليه ، لان المسلمين قد أجمعوا على أن من قاله انعقدت صلاته بلا خلاف .
وإذا أتى بغيره فليس على انعقادها دليل ، فالاحتياط يقتضي ما قلناه .
وقال قوم : ان قوله ( ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ) ( 3 ) امر بذلك ، وهو على الايجاب شرعا ، وكذا قوله ( وربك فكبر ) ( 4 ) .
وقيل معناه : صل لله طاهرا في ثياب طاهرة .
فكنى بالتكبير عن الصلاة ، ولولا وجوب التكبير في الصلاة لما كنى به عنها ، وهذا كقوله ( الحج عرفة ) .
فصل ) القراءة شرط في صحة الصلاة
، قال تعالى ( فاقرأوا ما تيسر من القرآن ) ( 5 )
( 1 ) وسائل الشيعة 1 / 33 مع اختلاف في بعض الالفاظ .
( 2 ) وسائل الشيعة 1 / 34 .
( 3 ) سورة الاسراء : 111 .
( 4 ) سورة المدثر : 3 .
( 5 ) سورة المزمل : 20 .